فوائد محاسبة النفس

فوائد محاسبة النفس

 

المحاسبة هي مُساءلة المسلم لنفسه بصدق عن كل قول أو عمل يصدر منه؛ قال الله تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ” الحشر: 18. قال الإمام ابن كثير رحمه الله: قوله: ” وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ “؛ أي: حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبُوا، وانظروا ماذا ادَّخَرْتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربِّكم. قوله “إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ” ؛ أي: اعلموا أنه عالم بجميع أعمالكم وأحوالكم، لا تخفى عليه منكم خافية، ولا يغيب عنه من أموركم

قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: “حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا، وَزِنُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُوزَنُوا، فَإِنَّهُ أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ فِي الْحِسَابِ غَدًا، أَنْ تُحَاسِبُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ، وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الأَكْبَرِ، يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ”.

قال الحسن البصري رحمه الله في قوله تعالى: ” وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ” القيامة: 2. “لا يلقى المؤمن إلا يعاتب نفسه؛ ماذا أردت بكلمتي؟ ماذا أردت بأكلتي؟ ماذا أردت بشربتي؟ والعاجز يمضي قدمًا لا يُعاتِب نفسه”. قال مسروق رحمه الله: “إن المرء لحقيقٌ أن يكون له مجالس يخلو فيها فيذكر فيها ذنوبَه فيستغفر منها”. قال مالك بن دينار رحمه الله: “رحم الله عبدًا قال لنفسه: ألست صاحبة كذا؟ ألست صاحبة كذا؟ ثم ذمَّها، ثم خطمها، ثم ألزمها كتاب الله؛ فكان لها قائدًا”.

قال إبراهيم التيمي رحمه الله: “مثَّلْت نفسي في الجنة، آكل ثمارها، وأشرب من أنهارها، وأعانق أبكارها، ثم مثَّلْت نفسي في النار، آكل من زقومها، وأشرب من صديدها، وأعالج سلاسلها وأغلالها؛ فقلت لنفسي: أي نفسي، أي شيء تريدين؟ قالت: أريد أن أُرَدَّ إلى الدنيا؛ فأعمل صالحًا، قال: قلت: فأنت في الأمنية فاعملي”. ونستطيع أن نُوجِز فوائد محاسبة المسلم لنفسه في الأمور التالية:

– اطِّلاع المسلم على عيوب نفسه، فمَنْ لم يطَّلِع على عيوب نفسه لم يمكنه إزالتها.

– لولا أن الله تعالى وفَّقَ العبد لمحاسبة نفسه، لشقي يوم القيامة.

– محاسبة النفس من الكياسة.