فوائد متعلقة بيوم عاشوراء

 فوائد متعلقة بيوم عاشوراء

إنّ الله تعالى يصطفي من يشاء وما يشاء، فاصطفى من الملائكة رسلًا ومن الناس، واصطفى من المكان مكانًا، ومن الزمان زمانًا. ومن تلك الأيام التي اصطفى اللهُ يومَ عاشوراء، خصه الله بحدَثٍ معلومٍ، وخصه بعبادةٍ معلومةٍ، وخصه بفضلٍ معلومٍ. وفيما يأتِي فوائدُ متعلقةٌ بهذه اليوم الفاضل:

الفائدة الأولى: في حده ومعناه: يوم عاشوراء هو يوم العاشر من شهر الله المحرم على الصّحيح، وهو قول جمهور العلماء، فعاشوراء مُشتقٌ من اليوم العاشر. قال القرطبي رحمه الله: “عاشوراء معدولٌ عن عاشرة للمبالغة والتعظيم”.

الفائدة الثانية: في مشروعية صيامه: روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم النّبي صلّى الله عليه وسلّم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: “ما هذا؟”، قالوا: هذا يومٌ صالحٌ، هذا يومٌ نجّى الله بني إسرائيل من عدوّهم، فصامه موسى، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “فأنا أحقّ بموسى منكم”، فصامه وأمر بصيامه.

الفائدة الثالثة: في فضل صيامه وجزائه: فأما فضل صيامه:  فيظهر مما جاء في “الصحيحين”، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال: “ما رأيت النّبي صلّى الله عليه وسلّم يتحرّى صيام يومٍ فضَّله على غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء، وهذا الشّهر، يعني شهر رمضان”. وأمّا جزاء صيامه:  فإنّه تكفير لذنوب العام الماضي، وذلك لما جاء في صحيح مسلم: أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: “يكفّر السّنة الماضية”. وعن أبي قَتادة رضي الله عنه عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم قال: “صوم عاشوراء يكفِّر السّنة الماضية، وصوم عرفة يكفِّر سنتين: الماضية والمستقبَلة”. رواه النَّسائي.

الفائدة الرابعة: في مراتب صيامه: في صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنّه قال: حين صام رسول _الله صلّى الله عليه وسلّم يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله، إنّه يوم تعظّمه _اليهود والنّصارى! فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ” فإذا كان العام المقبل إن شاء _الله، صمنا اليوم التاسع”. قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفّي رسول الله صلّى الله عليه _وسلّم.

الفائدة الخامسة: في تعظيم السلف له: قال ابن رجب رحمه الله: “وكان طائفة من السلف يصومون عاشوراء في السفر، منهم: ابن عباس، وأبو إسحاق السبيعي، والزهري. وقال: “رمضان له عدة من أيامٍ أُخَرَ وعاشوراء يفوت”.