مع سهولة تواصل الناس عبر وسائل التواصل المكتوبة والمسموعة والمرئية في زماننا المعاصر، قلَّت زيارات الناس بعضهم بعضًا، واكتفى البعض برسالة يومية أو أسبوعية للتواصل، وظن أن هذا يكفيه عن تحريك قدمه وطرق باب قريبه أو صديقه أو جاره، متناسين أهمية اللقاء بالبدن، والجلوس وجهًا لوجه، والزيارات في البيوت، والجلوس معًا في مجلس واحد، فلا يخفى على أحد أن التزاور من أعظم ما يزيد الألفة، ويوطد العلاقة، ويقوي المحبة بين الناس، ويؤلف بين قلوبهم، وهذه من أعظم مقاصد الشرع الحنيف؛ قال سبحانه: ” وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ” الأنفال: 63. ولما ترك الناس الزيارات، فاتهم خير كثير؛ ففضائل التزاور كثيرة، وآثارها غزيرة، لا سيما إذا كانت الزيارات لله، ويُبتغى فيها الأجر من الله، فهي من القربات العظيمة، والأعمال الصالحة، فقد حث الشرع الحنيف على التزاور بين المسلمين، ومن فضائل الزيارات ما يلي:
– الزيارات في الله سبب لنيل محبة الله تعالى؛ قال صلى الله عليه وسلم: “قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابِّين فيَّ، والمتجالسين فيَّ، والمتزاورين فيَّ، والمتباذلين فيَّ” أخرجه أحمد وصححه الألباني. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن رجلًا زار أخًا له في قرية أخرى، فأرصد الله له على مدرجته مَلَكًا، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخًا لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمة ترُبُّها؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله عز وجل، قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه” رواه مسلم.
– الزيارات في الله سبب لدخول الجنة؛ فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من عاد مريضًا أو زار أخًا له في الله، ناداه منادٍ: أن طبتَ وطاب ممشاك، وتبوأتَ من الجنة منزلًا” رواه البخاري.
– الزيارات في الله تقوِّي المحبة في الله بين المسلمين، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم منزلة المتحابين في الله، فقال صلى الله عليه وسلم: “قال الله عز وجل: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور، يغبِطهم النبيون والشهداء” رواه مسلم.
موقع إسلام أون لاين