فن معالجة الأخطاء

فن معالجة الأخطاء

في تعاملاتنا اليومية مع إخواننا لا بد أن تقع أخطاء منا ومنهم، فمن ذا الذي ما ساء قط، فالخطأ وارد من الإنسان بل هو من طبعه، ويُلاحظ في جيلنا الحالي تضخيم الأخطاء والعناية بالزلات، والتركيز على العثرات وهذا مفسد للأخوة، وداع للتدابر والخصام.
ولقد حض الشرع الكريم على التغافل عن الأخطاء، ودعا للصفح عن الزلات.
وهناك خصال وقواعد لا بد منها حتى تحافظ على صداقتك مع الآخرين، وهي خصال مطلوبة منا أجمعين حتى نحافظ على تماسك المجتمع، وصيانة الروابط والأواصر الأخوية ومن ذلك:

-الاهتمام بمعالي الأمور وعدم التركيز على سفاسف الموضوعات، فأنت بينك وبين إخوانك عقد وميثاق غير مكتوب ينص على التعاون على الخير، والصداقة فلا تنجر لتفاصيل يومية وحوادث آنية تشغلك عن الأهداف الكبرى التي من أجلها شرعت الأخوة، وقامت المجتمعات المترابطة، فاصرف همتك للقضايا الكبرى، ودع التفاصيل الصغيرة التي يكمن فيها الشيطان ويضخم من خلالها حظوظ النفس.

– استعمال اللين والرفق عند معالجة خطأ الأخ والصاحب، ولقد كان هذا منهج النبي صلى الله عليه وسلم في معالجة الأخطاء ولقد قرأتم وسمعتم قصة الصحابي الذي تكلم في الصلاة فكان العلاج النبوي معه غاية في الرفق واللين، فهذا الصحابي معاوية بن الحكم لما شَمَّت العاطس في الصلاة بصوت عال، فما نهره النبي صلى الله عليه وسلم ولا وبخه بل قال له “إنَّ هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنَّما هو التسبيح والتكبير”رواه مسلم.

-اختيار العبارات اللطيفة في إصلاح الأخطاء: كلنا يدرك أنَّ من البيان سحراً، فلماذا لا نستخدم هذا السحر الحلال في معالجة الأخطاء؟! فمثلاً: حينما يخطئ أخوك فقل له: لو فعلت كذا، أو ما رأيك أن تفعل كذا؟ أو أقترح عليك فعل كذا، وغير ذلك من العبارات اللطيفة التي لا تعرف الخشونة ولا صيغ التعنيف.

– تجنب الكلمة الجارحة، حتى تسوق صاحبك للصواب بدون أن تجرح مشاعره، أو تؤذي نفسه.

موقع إسلام أون لاين