فنانو الجزائر وتونس.. فلسطين دائما في القلب

فنانو الجزائر وتونس.. فلسطين دائما في القلب

لم يتخلّف فنانو الجزائر عن دعم فلسطين، إذ أصدر المغني الشاب حسام قبس أغنية “فلسطين حرة” الشهر الماضي، وقبله وعبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، منددا في كلماتها بالجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني ضد أهالي غزة، كذلك أطلق الفنان فؤاد ومان، أخيراً، أغنية بعنوان “مقاوم” من ألحانه وغنائه.

هذه التظاهرة المحبة هي امتداد لفعاليات فنية وثقافية ورياضية، وحتى سياسية، أقيمت على مدار عقود طويلة مضت، ولم تغب فلسطين عنها، فلا أحد ينسى أنه من الجزائر أعلن الرئيس الراحل ياسر عرفات قيام الدولة الفلسطينية (1988)، وقبلها استضاف عددا كبيرا من رجال المقاومة إثر احتلال لبنان ورحيلهم عنه (1982). هذه العلاقة الخاصة امتدت إلى الساحة الغنائية، فحرص كبار نجومها على حضور فلسطين بين أعمالهم، فهذا أيقونة الأغنية الشعبية الجزائرية عمر الزاهي غنى لـ “فلسطين” من ألحان الشيخ محمد الباجي.

قمة أخرى من قمم الغناء الجزائري جاءت آخر أغانيها لفلسطين، وهي عميد المالوف محمد الطاهر الفرقاني، وإن كان قد رحل قبل أن يستكمل تسجيلها، ليقرر ابنه مراد تنفيذ لحن أبيه الأخير؛ فسجله في أربعينية الفنان الراحل. أما عميد الأغنية البدوية، خليفي أحمد فقد غنى: “يا أخي لبِّ الندا، فلقد طال المدى، من سوانا يا أخي لفلسطين الفدا، إنها أرض الجدود، كيف تعطى لليهود”.

وصورت جميع تلك الأغاني التي قدمت دعما للقضية الفلسطينية لحظة من لحظات تقارب مفقود بين أغنية جزائرية حديثة متهمة بانحسار اهتمامها بكل ما له قيمة، ليطبع مسارها طابع التجارية، وأخرى قديمة كانت أكثر التصاقا بقضاياها الاجتماعية والوطنية والقومية، وفي هذا إشارة إلى أن فلسطين ما زالت قبلة قومية لكل العرب وقادرة على أن تهب القيمة لهم.

ذات المساحة الفنية التي وهبتها الجزائر لفلسطين، منحتها تونس أيضاً، فالبلد الأخير صاحب تاريخ طويل في دعم القضية الفلسطينية، ليس أوله استضافة قياديي منظمة التحرير بعد مغادرتهم لبنان في عام 1982، ولا آخره حضور ابن من أبنائه في قلب عملية طوفان الأقصى، وهو محمد الزواري الذي طور المسيرات المستخدمة بالعملية.

من الطبيعي إذن، أن يتصدر نجم تونس الأبرز لطفي بوشناق بأربع أغان، اثنتين أذيعتا بالفعل هما: “أمتاه” و”نشيد القدس”، وهو بصدد إصدار أُخريين، وهما “يأسنا” و”أيها الغاضب”، ولبوشناق أغان قديمة قدمها دعما للقضية الفلسطينية، منها “زرت القدس مشتاقا” و”أجراس العودة” و”سهول فلسطين”، بالإضافة إلى أغنية آثر بها غزة هي “اصمدي غزة” أطلقها بوشناق في 2014.

وفي أغنية “راجعين”، التي صدرت أخيراً، شاركت تونس من خلال الفنان مروان الجبالي، المعروف بنوردو، ومن المقرر تخصيص عائد الأوبريت إلى صندوق إغاثة أطفال فلسطين.

هذان النموذجان هما امتداد لقائمة طويلة من المغنين التونسيين الذين طالما تغنوا بفلسطين ولها، منهم: ثريا الميلادي التي غنت “القدس تنادي”، ولطيفة التي خصت فلسطين بأغنيتين: “يا قدس يا حبيبتي” و”لو قسموا القدس اثنين”، بالإضافة إلى ثالثة جاءت دويتو مع كاظم الساهر “قصيدة القدس”.

وما زال كثيرون يستعيدون أغاني ذكرى التي أهدتها إلى فلسطين، منها: “لن نركع”، و”صبرا فلسطين”، و”ما تحزني يا قدس”، و”مين يجرأ يقول”، وهناك أيضا المغنية صوفيا صادق وأغنيتها الشهيرة “القدس تصيح والقول فصيح”.

ب-ص