كثر الحديث في الفترة الأخيرة عن تدهور مستوى الأغنية القبائلية، حيث لم يعد هناك فن قبائلي أصيل وملتزم بقضايا المجتمع الجزائري كما كان يفعله قدامى الفنانين الذين يؤدون هذا النوع من الفن، ويعبرون في كل مرة عن أسفهم لحال الأغنية القبائلية المؤداة من طرف الجيل الجديد.
فهل حقا لم يعد هناك فنانون يؤدون الأغنية القبائلية الملتزمة التي تعنى بنقل انشغالات وهموم المجتمع الجزائري كما كان يفعل قدامى الفنانين، أم هناك قطيعة بين مختلف الأجيال أدت إلى إصدار مثل هذه الاتهامات ضد الجيل الجديد من الفنانين؟ وللتفصيل في هذا الموضوع، اتصلت “الموعد اليومي” ببعض الفنانين الذين يؤدون النغمة القبائلية وعادت بهذه الآراء.
رابح عصمة: التنوع في الأغنية القبائلية جعلها تتميز
الأغنية القبائلية ومنذ زمن طويل متنوعة من حيث الموسيقى وحتى المواضيع وهذا التنوع صنع تميزها، ولابد أن يحترم الجيل الجديد ما قدمه أسلافهم وعلى القدامي أيضا أن يضعوا في الحسبان أن الزمن يتغير حاليا ويسير وفق الوسائل التكنولوجية الحديثة، عكس الجيل السابق الذي كان يعمل بطريقة تقليدية، ولكل زمن أسماء بارزة ترفع من شأن الأغنية القبائلية. وبدوري أحترم الجيل الجديد وأشجع كل مبدع، وأيضا في كل فترة من الزمن هناك أسماء فنية تسعى لخدمة الفن بكل طبوعه وأخرى لا يهمها ذلك لأنها دخلت مجال الفن من أجل الكسب المادي.
محمد علاوة: الأغنية الجادة موجودة وباقية
ما قيل عن مستوى الأغنية القبائلية مؤخرا غير صحيح، لأنه دائما يوجد فنانون يدافعون عن فنهم ويحرصون على تقديم الأفضل. وباعتباري من الجيل الجديد، أهتم دائما بمحتوى الأغاني التي أقدمها لجمهوري وأفضل أن يكون محتواها هادفا وأخدم بأغنياتي مجتمعي. صحيح أننا مطالبون بمتابعة تطورات العصر الحالي الذي يختلف كثيرا عن عصر الجيل السابق، لكن لا يجب أن يؤثر ذلك على أصالة الأغنية القبائلية، ولا ننكر أيضا أن هناك جيلا جديدا يقدم أغان في المستوى وخلق نوعا غنائيا خاصا به في الطابع القبائلي تماشيا مع هذا العصر، كما لابد أن تكون للجيل الجديد إنتاجات غنائية تختلف عن الانتاجات الفنية المنجزة من طرف الجيل السابق من الفنانين. وفي كل زمن هناك فنانون يؤدون الأغنية الجادة وآخرون لا يهتمون بمحتوى أغانيهم، ولا يمكن أن نحمّل مسؤولية تدني مستوى الأغنية القبائلية لجميع الفنانين، فكل واحد منهم يحاسب على عمله وفقط، والجمهور هو الحكم الوحيد على أعمال كل فنان.
جعفر آيت منڤلات: أنا أسير في الطريق الصحيح
الأغنية القبائلية ملتزمة بمواضيعها الجادة منذ زمن طويل مع اختلاف الأجيال المؤدية لهذا النوع من الأغاني، والجيل الحالي يوجد فيه من يؤدي الأغاني الملتزمة والجادة، وآخر يؤدي أغان ركيكة، ولا يمكن للفنان أن يحارب زميله أو يحاسبه على محتوى إنجازاته الفنية الرديئة، فهذه مسؤولية وزارة الثقافة، والأغنية القبائلية لن ينحط مستواها ما دام هناك من يدافع عنها من المبدعين وينتج أعمالا جادة وهادفة.
سيليا ولد محند: يهمني كثيرا محتوى أغنياتي
أنا من الجيل الجديد المؤدي للنغمة القبائلية ويهمني كثيرا محتوى أغنياتي، لأنني ضد الأغاني ذات المحتوى الهابط الذي يسيء للفن الأصيل ويعطي صورة غير مشرفة لمؤديه. وأنا أعتز وأفتخر بما قدمت لحد الآن من إنجازات فنية. وخلال مشاركاتي الكثيرة في المسابقات الفنية أتحصل على المراتب الأولى، وهذا أكبر دليل على أنني أسير في الطريق الصحيح. وبدوري أفضل أن يستمع لأغنياتي كل الناس ويشجعوني على المواصلة وهذا ما أسعى لتحقيقه.
إبراهيم طيبي: أسعى لتقديم الأفضل دائما
أنا أؤدي الأغنية القبائلية الجادة ذات المواضيع المتنوعة والمنقولة من واقع المجتمع الجزائري بمختلف فئاته. ومنذ أن دخلت مجال الفن وأنا أسعى لتقديم الأفضل. والأغنية القبائلية معروفة بالتزامها بمواضيع جادة وهادفة ذات محتوى رفيع. وفي كل جيل هناك فئة من الفنانين يقدمون فنا أصيلا وهادفا، وهناك آخرون يقدمون الرداءة ويسعون لكسب المال وفقط، دون الاهتمام بمحتوى أغانيهم، وهذا الصنف من الفنانين لا يستمرون في الساحة طويلا، وسينسحبون في آخر المطاف لأن الجمهور لا يستمر في متابعتهم.
أ/لمين