يواجه الفضاء الفني، ظواهر فنية، متنوعة، موسيقية وغنائية، إذ تحولت الساحة من حضن لفن يسهم في بناء البلد إلى «مرتع» يفسد عقول أفراد الأسر والمجتمع، ويدمر تفكير الأطفال والشباب. والخطير في هذا الصدد، أن بعض الأغاني «الهابطة» باتت تنتشر كالنار في الهشيم، وتثير العديد من التساؤلات، وتترك آثاراً سلبية مقلقة على فكر مجتمعنا وأصالة فنوننا.
هذا الوضع الرديء عبر عنه عدد من الفنانين الملتزمين من خلال “الموعد اليومي”…
فاروق تايري… هي مسؤولية المتلقي والمستمع

إن الفن هو ذوق وجمال وصاحبه يؤدي رسالة نبيلة لصالح البلد والعباد، وهي مسؤولية رفيعة لغرس القيم والرفع من مستوى الذوق العام.
فالمغني والمطرب هو فنان عليه أن يحسن اختيار الكلمة الراقية واللحن المناسب والتطرق للمواضيع الجادة التي تخدم المجتمع وإيصال الرسالة بأبهى حلة من حيث المحتوى والشكل، لكن من المؤسف أن تجد بعض الأعمال لا ترقى للذوق العام ولا تناسب قيم وهوية المجتمع، وذلك راجع لمستويات ومسؤوليات عدة.
أولها صاحب العمل أو الأغنية والمنتِج الذي يعمل على إفساد الذوق العام وسوء اختيار المواضيع التي تفسد أخلاق وثقافة المجتمع وتصل بعض الأعمال لمستوى الانحطاط والمجون والبحث عن الربح السريع بغناء الملاهي دون الخوف من الله.
ثانيا هي مسؤولية المتلقِي والمستمع الذي يشجع هاته الأعمال ونشرها على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي والمنابر الإعلامية. وثالثا غياب الرقابة والضبط السمعي والبصري حفاظا على المستوى الأخلاقي والثقافي للمجتمع وللأجيال القادمة على مستوى الوزارة والإذاعة والتلفزيون ووضع ضوابط وإجراءات ردعية ووقف الأعمال المشينة للمجتمع والتي تضر الأخلاق والقيم العامة. فالثقافة والفن هي مرآة المجتمع وواجهة البلد وعلى القائمين بذلك أن يشجعوا الفنانين الجادين والملتزمين وحاملي هاته الرسالة النبيلة برعايتهم والاستثمار في الأعمال الجادة والرفيعة التي تخدم المجتمع وترفع مستوى السماع وتشجيعه من حيث الإنتاج والتوزيع والتسويق.
حسان دحمان… على السلطات المعنية بالقطاع الفني والثقافي أن تضع قوانين صارمة لمنع الفساد الفني

الأغنية ذات المعاني الركيكة والكلمات المبتذلة صارت موضة رائجة وطريقا سلكه العديد من أشباه الفنانين، أوافقك الرأي في أن انتشار هذا النوع من الأغاني يؤثر سلباً على الذوق العام والقيم المجتمعية.
أما سبب انتشارها حسب اعتقادي راجع لغياب رقابة فعالة من السلطات التي لم تعد تكترث بتعزيز الوعي الثقافي والفني لدى الجمهور، وتشجيع الفنون الهادفة التي تعكس قيما إيجابية، بالإضافة إلى دور الأسرة والمدرسة في توجيه الشباب نحو المحتوى الإبداعي البناء. إضافة إلى وجود ربح مادي كبير يدره هذا النوع من الأغاني لكونه مطلوباً خصوصاً في أماكن معينة “كالملاهي” على عكس الفن الذي يحمل رسالة قيمة والذي صار مغيباً تماماً عن الساحة الفنية، بحيث لا يجد أصحاب هذا الفن الدافع لإكمال مسيرة نظيفة نظراً لانعدام الدعم المادي والمعنوي.
نوال مبارك.. بعض هذه الأغاني تسيء للذوق العام

إن انتشار الأغاني الهابطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي يعكس ظاهرة ثقافية تستحق التوقف عندها. من جهة، قد تكون هذه الأغاني تعبيرًا عن تجارب أو مشاعر فئة معينة من المجتمع، وتلعب دورًا ترفيهيًا ضروريًا في حياة الكثيرين، بمن في ذلك المثقفون الذين قد يحتاجون أحيانًا إلى الاستمتاع بموسيقى خفيفة للترفيه عن أنفسهم. لا يمكن إنكار أن بعض هذه الأغاني، رغم بساطتها، تقدم نوعًا من الهروب من ضغوط الحياة.. ومع ذلك، لا بد أن نأخذ في الاعتبار أن بعض هذه الأغاني قد تحمل محتوى غير لائق يسيء للذوق العام ويؤثر سلبًا على القيم المجتمعية، خاصة إذا كانت تشجع على سلوكيات أو أفكار تضر بالمعايير الأخلاقية والفنية. الذوق العام جزء مهم من الهوية الثقافية لأي مجتمع، ويجب أن يُحترم ويتم الحفاظ عليه. الحل يكمن في إيجاد التوازن بين حرية التعبير الفني والحفاظ على القيم المجتمعية. يمكننا الاستمتاع بالأغاني الترفيهية دون المساس بالذوق العام، مع تعزيز دور التربية الفنية والثقافية التي تشجع على إنتاج أعمال فنية ترتقي بالذوق وتحمل رسائل إيجابية. أعتقد أن للوالدين والأسرة والمدرسة دورًا مهمًا في التربية، فموضوع المحتوى الماجن لا يتعلق فقط بالغناء، بل يؤثر على مختلف جوانب التعبير.
فيما يتعلق بالإعلام المرئي والمسموع، يُلاحظ أن القناة العمومية الجزائرية التلفزة والإذاعة تجتنب بفعالية نشر المحتوى الماجن، مما يُظهر وعيًا تجاه الحفاظ على القيم الثقافية. هذا التوجه ضروري، ويجب أن يستمر، ولكن من المهم أيضًا دعم الفنانين الذين يقدمون أعمالًا تحمل رسائل إيجابية وتثري الساحة الفنية.
في رأيي، يجب أن يركز دور السلطات المعنية بالقطاع الفني والثقافي على دعم الفن الهادف وتوفير مساحة حقيقية للإبداع، بدلًا من التدخل القسري. من المهم تشجيع الفنانين والمبدعين على تقديم أعمال تسهم في الارتقاء بالذوق العام، مع منح الفرصة للقطاع الخاص للمساهمة في الإنتاج الموسيقي ذات جودة وبكل حرية مسؤولية. الفن هو وسيلة للتواصل والتعبير، وعلينا أن نحترم هذه المساحة مع تعزيز دور المؤسسات في توجيه المحتوى نحو الأفضل، مع المحافظة على التنوع الفني والموسيقي الذي يعبر عن مختلف شرائح المجتمع.
ياسين حموش… هذه الأغاني تؤدي بشكل كبير إلى إفساد الذوق العام وأخلاق الشباب

الفترة الأخيرة للأسف أصبحنا نرى هذا الغناء الماجن في أوساط الشباب وحتى المراهقين والمراهقات، وبالطبع يؤدي بشكل كبير إلى إفساد الذوق العام وحتى أخلاق الشباب ذكور وإناث نتمنى من السلطات المعنية خاصة وزارة الثقافة أن تكوّن نقابة للفنانين مثل ما نرى في البلدان العربية، النقابة تقوم بمهامها وهي قبل خروج أي أغنية للجمهور تمر على لجنة الانضباط، لأنه حقيقة هذا الغناء وصّل شبابنا حتى الانتحار وتعاطي المخدرات، على سلطات بلدنا الضرب بيد من حديد والله يهدي الجميع يا ربّ.
حاء\ ع