فنانون ومثقفون يتحدثون لـ “الموعد اليومي” عن الهبة التضامنية مع المتضررين من الحرائق.. إجماع على عظمة الشعب الجزائري

فنانون ومثقفون يتحدثون لـ “الموعد اليومي” عن الهبة التضامنية مع المتضررين من الحرائق..  إجماع على عظمة الشعب الجزائري

تجند الشعب الجزائري عبر مختلف ولايات الوطن، عقب اندلاع الحرائق في عدة مدن جزائرية، لتنظيم حملات تضامنية وتبرعات لمساعدة المتضررين من هذه الحرائق، وكانت الجزائر شهدت قبلها هبة تضامنية مع المصابين بفيروس كورونا لشراء أجهزة تنفس اصطناعية.

وعن هذه الهبة التضامنية الكبيرة للشعب الجزائري مع المتضررين من الحرائق التي شهدتها عدة مدن جزائرية، تحدث بعض الفنانين والمثقفين لـ “الموعد اليومي” في هذا الموضوع.

سامي زرياب

الشباب الجزائري يملك قلبا نابضا بروح التضامن

الشعب الجزائري فيه هذه الخصلة الحميدة جدا وهي التضامن، وحتى في قضايا دولية عربية عادلة، نجد الشعب الجزائري حاضرا في كل المناسبات وليس في المحن والأزمات فقط، فمع وباء كورونا وأزمة الأوكسجين لاحظنا تضافر جهود جميع الجزائريين لتنظيم حملات تضامنية من أجل مساعدة المصابين بفيروس كورونا، ومع الحرائق التي عرفتها عدة مدن جزائرية الصورة اتضحت أكثر وأثبتت أن تضامن الجزائريين فيما بينهم رحمة، والحمد لله أن هذه الخصال الحميدة ما زالت موجودة عند الشعب الجزائري، وشيء جميل أن نرى هذا التدافع الكبير ولو بالدعاء والتضرع إلى الله وبأبسط الإمكانيات، فالمواطنون وضعوا كل ممتلكاتهم في خدمة المتضررين من أجل إسعافهم .

وعن الهبة التضامنية، فالشباب الجزائري يملك طاقة ايجابية كبيرة ولو اُستغل هؤلاء الشباب من الجانب الإيجابي، فستكون هناك نهضة في كل القطاعات، لأن هؤلاء الشباب متحمسون كثيرا وبقلب نابض بروح التضامن ومحبة الخير ونشره وسط الناس، وفي كل أزمة تعرفها الجزائر، يثبت الشباب الجزائري وجوده في الميدان، وبهذه المناسبة أتضرع إلى الله تعالى أن يرفع عنا الوباء والابتلاءات ويلطف بنا .

الكاتبة سعاد شيحي

الشعب الجزائري معروف بتضامنه في كل الأزمات

Peut être une image de 1 personne, position debout, aliment, plein air et arbre

كما نعلم أن وطننا الحبيب مستهدف من كل الجهات وبكل الأساليب، فإشعال النيران بعدة ولايات وخاصة منطقة القبائل وفي وقت واحد مفتعل لزعزعة استقرار الوطن وتفرقة الشعب.

كما لاحظنا في العديد من الحرائق السابقة بباتنة وخنشلة وتبسة تعاون الشعب فيما بينهم لإخمادها بكل الوسائل المتاحة، هذه المرة تضررت عدة مناطق منها منطقة القبائل وقد لاحظنا السلطات الأمنية والمدنية تحاول السيطرة على الحريق والتفاف المواطنين من كل ولايات الوطن للمساعدة، وكما هو معروف التضامن عند الجزائريين في الأزمات ولا فرق بين أبناء الوطن الواحد، كما نعزي أنفسنا في استشهاد أفراد الجيش الوطني الشعبي الذين لقوا حتفهم أثناء إنقاذ المواطنين.

 

سمير بورزق

هبة الجزائري كرجل واحد في الأزمات وقفة معروفة

معروف هبة الجزائري كرجل واحد في كل الأزمات، نحن نسعى إلى إيصال الضروريات من مياه وحفاظات وكمامات.. الحمد لله هبة تضامنية من سكان تيزي وزو والولايات المجاورة خاصة العاصمة.. وبفضل الله تم توفير إقامات لكل العائلات المتضررة والوجبات ودخول المساعدات بقوة منذ الساعات الأولى للأزمة .

 

الكاتب الدكتور بن يوسف لخضر

التضامن من القيم التي تسهم في بناء العلاقات الانسانية

تعيش الجزائر على غرار باقي دول العالم ظروفا مختلفة ووتيرة متصاعدة من المتغيرات والتحديات وتفشي الأوبئة والأمراض وحوادث الحرائق التي تبقى لغزا محيرا يطرح أكثر من علامة استفهام حول من يقف وراءها وما الهدف من تعريض الجزائر إلى تلك الخسائر البشرية والثروة الحيوانية والغابية وحتى السياحية، مما يجعل الجزائر في مواجهة دائمة من أجل توفير حياة آمنة وعيش كريم، إلا أن هذه التحديات تحتاج إلى تضافر الجهود ومبادرات تعزز من التعاون والتضامن الإنساني.

ويعد التضامن الإنساني من القيم التي تسهم في بناء العلاقات الإنسانية، كما تخلق نوعاً من التآلف وتشيع روح الإخاء والتعايش بسلام، وتعزز التسامح وتعمل على بناء علاقات قائمة على البعد الإنساني، وهنا في عز الأزمات والأخطار التي تعرفها الجزائر حاليا، وأمام النقائص المعروفة التي يعاني منها قطاع الصحة في الجزائر، حتى قبل ظهور فيروس كورونا الجديد، أعلنت عديد المؤسسات الخاصة ورجال أعمال وجمعيات استعدادها للتطوع والتبرع وأنها تحت تصرف السلطات العمومية، حيث جسّد الشعب الجزائري أرقى صور وقيم التضامن والتعاون والتكافل في جميع المبادرات التضامنية سواء ما تعلّق منها في الهبات التضامنية وجمع تبرعات ودعم واسعة للمستشفيات، سعيا لتوفير المعدات الطبية اللازمة وتوفير قوارير ومكثفات الأوكسجين لمرضى الكوفيد ودعم الجيش الأبيض معنويا، لذا فإن مسؤولية غرس هذه القيم تقع على عاتق الوالدين والأسرة والمدرسة وكافة المؤسسات وجميع أبناء المجتمع .

متابعة للأحداث المتسارعة في يوميات المواطن الجزائري بعد الموجة الثالثة لفيروس كورونا وآخرها حرائق منطقة القبائل تيزي وزو وبجاية وسكيكدة وغيرها من مناطق الوطن، جسد الجزائري صور التضامن والتلاحم والتكاتف في ممارسات سلوكية في مختلف مظاهر التعاملات الحياتية، خاصة في الظروف الحالية التي تعيشها الجزائر في ظل جائحة كورونا، فالمواطن الجزائري دائما في أمس الحاجة إلى دعم من حوله والوقوف إلى جانبه ومساندته، فالإنسانية بمفهومها الأشمل تعني أن ينصهر الجميع في بوتقة واحدة، تتمثل مقوماتها بالإحساس بالآخرين ومن هم في حاجة إلى مد يد العون لهم وجعلهم قادرين على مواصلة الحياة بسلام ودون معاناة، وهذا نجده مغروسا دون تصنع في طبيعة تكوين الجزائري إذا ما تعلق الأمر بالأزمات والمحن .

فالجزائري المتشبع بروح المواطنة والوطنية، يستمد أهمية التضامن وقواعده من التعاليم الدينية والمواثيق الدولية، ومن قيم وثقافة المجتمعات التي تربي أبناءها على قيم التعاون والتسامح والتضامن والرحمة، ومن هنا يعد التضامن مسؤولية مشتركة يتحملها الجميع، وهي تتجسد في جميع مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، لذا دائما نجد الفرد الجزائري يسمو بقيمه ومبادئه، وتجده متحررا من التركيز على الذات، ويبني نظرة شمولية نحو الآخرين، فهو في الأصل كائن اجتماعي بفطرته، خلق ليعيش ويعمر أرض الله مع غيره من بني البشر، لذا يمكن القول إن الإنسانية لا ترتكز على عرق أو دين أو جنس، كذلك مع نشوب سلسلة الحرائق المهولة في منطقة القبائل تيزي وزو وبجاية وسكيكدة وجيجل وغيرها، التي اجتاحت ألسنتها، مسببة خسائر بشرية ومادية جد معتبرة، خاصة في القرى والمداشر بالولايات الداخلية للوطن، وسط جهود حثيثة من الجمعيات ولجان الأحياء لمكافحة تقدم النيران، في محاولة منهم لمد يد المساعدة للقوات التي تسخرها السلطات المحلية بكل ولاية والجيش الوطني الشعبي، وهو ما سمح بإنقاذ الكثير من الأراضي الزراعية والثروات الحيوانية بالعديد من المناطق.

في ظل نقص الإمكانات اللازمة لدى السلطات المحلية في البلديات التي نشبت فيها الحرائق أو غيرها من الكوارث الطبيعية، سارع العشرات من المواطنين، كما هي العادة في هذه المناطق على وجه الخصوص وباقي مناطق منطقة القبائل على وجه العموم، في تجنيد أنفسهم لمواجهة هذه الكوارث بوسائلهم الخاصة وبإمكاناتهم المحدودة، حيث ساهم تضامن المواطنين مع سكان القرى التي حاصرتها الحرائق في إخماد الحرائق المهولة، بحيث سارع الجميع لمد يد العون من عدة قرى مجاورة.

ورغم محدودية الإمكانات إلا أن الجميع شارك في العملية واستعان هؤلاء بأغصان الأشجار الغليظة لإخماد الحرائق وإنقاذ ما يمكن إنقاذه معرضين بذلك أنفسهم للخطر، وما صعب المهمة هو مشكل المياه ما أدى إلى انتقال ألسنة اللهب إلى المنازل بشكل سريع لتأتي عليها بأكملها، وتنقل هؤلاء المتطوعون الوافدون من مختلف مداشر الولاية صوب القرى المتضررة، وبعد مشاهدتهم للدخان الكثيف الذي غطى سماء المنطقة بأكملها، تاركين وراءهم كل شيء وسارعوا للمشاركة في عمليات واسعة لإخماد الحرائق التي انتشرت بسرعة وازدادت قوة، كما ساهموا في إجلاء المئات من العائلات في المناطق المتضررة وقالوا إنهم معتادون على مثل هذا العمل الإنساني التضامني عند حدوث كوارث طبيعية، وهو ما يظهر مدى التضامن بين أبناء المنطقة الذين يعملون تحت راية الجمعيات ولجان الأحياء التي تكون مستعدة لمد يد العون كلما اقتضت الضرورة، غير أنها لا تحصر هذه اللجان والجمعيات عملها في مثل هذه المواقف فقط، بل تقوم أيضا بعمليات إنسانية أخرى على مدار أيام السنة.

 

نوال زعتر

الجزائري في كل الأزمات يثبت وجوده في الميدان

روح التضامن بين الجزائريين في مختلف الأزمات تكون حاضرة، وهذا تعبير حقيقي على أن الجزائريين في أوقات المحن لا يتأخرون عن مساعدة إخوانهم، وخلال الأزمات التي عرفتها الجزائر مؤخرا خاصة الحرائق، لاحظنا هبة تضامنية كبيرة لهذا الشعب العظيم بمواقفه الشجاعة والنبيلة في كل مرة.

ح/ع