يتعرض من حين لآخر بعض الفنانين خاصة المغنين إلى سرقة أغانيهم من طرف مطربين آخرين، وأيضا الأدباء والشعراء يتعرضون إلى سرقة مؤلفاتهم الأدبية خاصة في زمن التكنولوجيا .
وعن السرقات الفنية والأدبية، تحدث بعض الفنانين والكتاب لـ “الموعد اليومي” في هذا الموضوع.
الكاتب والروائي عبد الرؤوف زوغبي
على المثقف الجزائري أن يكتب بأمانة دون السطو على أفكار غيره

الأديب والروائي عبد الرؤوف زوغبي كمثقف وأحد وجوه الساحة الفنية والثقافية ماذا تقول عن السرقات الفنية والأدبية؟
بادئ ذي بدء، الحمد لله على العودة التدريجية للحياة بعد موجة الوباء اللعين، والتي أرى أن الكثير قد ركب الإعصار وأصبح له ركن في المجال، فكانت أعمالهم مجرد طابوهات أو بما يسمى أعمال مناسباتية وهذا ما لا يحمد عقباه من جهة وعند العودة لموضوعنا حول السرقات الأدبية والفنية.
أرى أنها ليست وليدة هذا العصر فقط، فقد كان قديما الكثير من أشباه المثقفين يأخذون أعمال غيرهم وينسبونها إليهم زورا وبهتانا بما كان يسمى باللحن وهو قول الخطأ بغية تغطية الصواب .أما في عصر الانحطاط الثقافي الذي نعيشه اليوم، فحدث ولا حرج فقد انتشرت السرقات كالنار في الهشيم حتى أنها دقت أبواب مدرجات الجامعات من طرف طلبة الدكتوراه لنيل الشهادة في أطروحاتهم والعديد من البحوث الأكاديمية في مجلات محكمة رسمية، فهناك العديد من الانتهاكات هنا وهناك مما يضرب بسمعة الجامعة من جهة وسمعة المثقف بشكل عام
هذا من جهة الشق الأكاديمي. أما إذا تحدثنا من جانب الإبداع، فهنا يطول بنا الحديث كثيرا في ذات الشأن والفضل في ذلك يعود للفايسبوك بصيغة نسخ، لصق “كوبي كولي” ليصبح الراعي ملكا للحمى، وهو لا يفقه من أبجديات اللغة العربية حرفا .
هذا الموضوع قد أسال الكثير من الحبر ودخل الكثير من المبدعين في صراع حول أحقية وملكية النص، متناسين أو غفلوا عن تسجيل أعمالهم بالديوان الدولي للإبداع وحماية الملكية الفكرية لتجنب عناء إثبات النص لنفسه. ومن مساوئ الصدف ما حدث في معرض الكتاب الدولي 2019، حيث أن أحد المبدعين وجد نصه منشورا بأحد الأجنحة تحت توقيع غيره رغم تسجيله للعمل بالديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة ليقع ضحية نصب واحتيال .هنا اللوم يقع على الجميع حيث أجد أن اللوم يقع على عاتق دار النشر بشكل كبير لكونها تدّعي تسجيلها للعمل بالديوان وهم من الأساس لم يعرجوا على مكاتب الديوان ولا يعرفون حتى أين تتواجد مقراته على المستوى الوطني، فكان همهم الأكبر تحقيق الأرباح فقط على ظهر الثقافة المسلوبة. على المثقف الجزائري خصوصا والعربي على وجه العموم أن يكتب بأمانة ويحرص كل الحرص على تجميع بنات أفكاره وتطوير ملكته دون السطو على أفكار الآخرين والاستيلاء على جهودهم، فمن العار الأكل من غلة الآخرين ونحن كالصرصور نأكل من عرق وتعب النملة.
الكاتب لخضر بن يوسف
هو نوع من التعدي على الحقوق الملكية والسرقة العمدية

أوّلا علينا القيام بتحديد المصطلح في إطاره العام، فنحن اليوم ومع تطوّر التكنولوجيا وفي عالم رقمي، نقف على هزّات عنيفة ومخزية لسرقات مختلفة شكلا ومضمونا أسلوبا: سرقات أدبية، فنية، بحثية، فكرية، تاريخية وغيرها، تختلف لفظا ومعنى؛ وتارة أخرى من حيث اللفظ والمبنى والمعنى. وخاصة في مجالات اهتماماتنا ومختلف مناحي الحياة وقضاياها وإبداعاتها؛ فنجد أحدهم يقدم نصا أو تصورا أو عملا أو تصورا (إنه) منحول أو مسروق؛ ولكن دون أن يقدموا مصدره الأصلي؟ إذ يعد نوعا من التشويه والقفز على الحقوق الملكية والسرقة العمدية التي يحاسب عليها القانون الخاص بحقوق الملكيات الفكرية للأشخاص، وما أكثرها في ساحتنا بمختلف الألوان والفنون والأشكال – تحديدا- وبناء عليه فالسرقة الأدبية، ظاهرة معروفة ومشاعة في الوسط الثقافي بالدرجة الأولى، والفرع الذي يبدو في أول وهلة هو الأصل؟ قبل تمظهر وسائط التواصل والشبكة العنكبوتية، بحيث كم واحد منا وقف على تطابق سافر وفظيع بين منتوج الأصل من نصوص أدبية فكرية تاريخية وغيرها وقصصية… والأخطر في السرقات تلك البحوث الجامعية الأكاديمية؛ التي يتم انتحالها وانتسابها لأشخاص لهم رمزيتهم الثقافية ومكانتهم داخل مجتمعاتهم، مستغلين مواقعهم وظروف عدم الانفتاح الثقافي بين الأقطار العربية، وفرض قيود الرقابة والتصدير على الكتب والدوريات وكذا غلاء رسومها الجمركية. مما يعُوق عدم خلق سوق حقيقية وفاعِلة لتبادل الكتاب والمنشورات، رغم أن بعْض المؤسسات، كانت تسعى لخلق انتشار المنتوج الثقافي، ولكنه محدود التوزيع عِلما أن العَديد من الكتب تمْنع من التداول لأسباب معينة؛ وبالتالي فالعديد من الأفراد الذين يؤطرون أنفسهم (مبدعون، باحثون، مؤلفون…) يختلسون وينتحلون ويسرقون أفكارا ويتبنونها كأنها عصارة جهدهم ومصدر إلهام خاص؛ ربما طمعا في الشهرة أو المال؛ فتركبهم شخصية الوهم أنهم (مبدعون) مما يظلون في ممارسة السرقة الأدبية والفنية؛ حتى أنهم يتفننون في عملية السرقة؛ نظرا لإدراكهم أن لا أحد سيكتشف سرهم؛ لأن الأغلبية تمارس نفس النوع (السرقات) أم أنهم لا يقرأون.
وعليه من وجهة نظري لابدّ من المكاشفة وعملية الفضح والتشهير بكل من يسطو على متاع الآخرين بدون استحياء ولا أخلاقيات للمجهود الفكري لمن سبقه، وينسبه إلى نفسه في مختلف حقول الأدب والفكر والفن، أسوة بتلك المراصد التي تنشط في المجتمعات المدنية، وتتعقّب الانتهاكات الحقوقية فتفضح مرتكبيها في الدول والمؤسسات، إذ يجب علينا عدم التكاسل أو ممارسة اللامبالاة؛ بل كل منا يحاول من جهته كشف هذا النوع المهين لعدم الأخلاقيات، فالسرقات تشويه للمجتمعات الحضارية التي تتمتع بالحرية والقانون والعدالة واحترام ملكيات الأفراد والمبدعين وفيها إساءة للحقوق الملكية الفكرية للناشر والمؤلف وتعرض للمساءلة القانونية والقضائية.!! ويقول فقهاء القانون: لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص قانوني؛ لكن جرائم السطو الأدبي استمرت وتستمر حتى بعد سن القوانين الخجولة في الملكية الفكرية التي ظلت ترفا حضاريًّا في عدد من البلد؛ كما غابت العقوبات إلا فيما ندر، ذلك أنّ هذه النصوص جاءت كنوع من ذرّ الرماد، والتبجّح بأننا أمة تحترم المبدعين، وتدافع عنهم.
الفنان محمد عزون
لابد من إيجاد حل لسرقات الممتلكات الفنية والفكرية

تُعد الأعمال الفنية والأدبية والمقالات والمخترعات العلمية منتجًا ذهنيًا، فهي حق أصيل لمن قام بتأليفها أو صناعتها، ولا يحق لأي شخص آخر ادعاء ملكيته لها بخلاف صاحبها، ففي ذلك اعتداء على ممتلكات الغير كمن يتعدى على شخص بالضرب أو سرقة سيارة أو شقة لا تخصه… وفي حالة القيام بتقديم منتج ذهني أن يكون متفردًا ومميزًا، فالتشابه والتكرار لا يقدمان القيمة، وهناك نوعان من السرقة: السرقة الأدبية والسرقة الفكرية، هناك فرق بين السرقة الفكرية والأدبية، السرقة الفكرية نوعان: سرقة: الفكرة بالكامل وسرقة الفكرة بشكل جزئي والسبب الذي يؤدي إلى ذلك هو الكسل الفكري والغيرة. حسب رأيي التكنولوجيا ساهمت في تفشي هاته الظاهرة وعليه يجب على السلطات المعنية بالقطاع الثقافي إيجاد حل لحماية الممتلكات الفنية والأدبية والفكرية من السرقة.
الكاتبة أسماء سنجاسني
السرقات الفنية والأدبية جسدتها أيادي فقدت الثقة في إمكانياتها

السرقات الفنية والأدبية هي ظاهرة حقيقية وموجودة على أرض الواقع، جسدتها أيادي فقدت الثقة في إمكانياتها وفي قدرتها على الإبداع وتقديم الإضافة، وبالتالي اختارت أن تختصر الطريق لتتجرد من إنسانيتها وتقدم على هكذا أفعال سلبية ودنيئة، لتمنح بذلك لنفسها نجاحا مؤقتا لا طعم له ولا قيمة.
ولعل ما سهل انتشار هذه الظاهرة هو عدم وجود هيئات وجمعيات فنية وأدبية بقوانين صارمة تفرض رقابة وعقوبات على كل من يُقدم على ذلك..
إن الحياة بالعمل… والنتائج لمن يسعى ويجتهد، وإن السرقات الأدبية والفنية بناء هشٌ لا أساس له، يضعف مع الوقت رويدا رويدا حتى ينهار، وهذا طبعا في ظل غياب الهيئات المعنية بالدفاع عن حقوق الذين جاهدوا في هذه الحياة، وتحدوا ظروفهم وكتبوا روايات عن واقع مرير ومعاناة كبيرة، ليُسلب حقهم في الحلم لاحقا من طرف أشخاص تجردوا من إنسانيتهم اختيارا، ومن طرف سلطات لم تفكر في محاسبة الظالم ومواساة المظلوم….للأسف الشديد.
الفنان كريم مصباحي
السرقات الفنية موجودة منذ زمن بعيد

يتعرض الفنان من حين لآخر إلى سرقة أعماله الفنية من فنان آخر، خاصة إذا كان ذلك العمل الفني ناجحا، وقد نددنا بهذه الأفعال عدة مرات وطالبنا السلطات المعنية بالقطاع الثقافي بوضع حد لهذه التجاوزات .
وننتظر في كل مرة أن تكون هناك تدخلات إيجابية ويحاسب كل من يعتدي على ملكية فنية أو فكرية لانسان آخر.
كلمتهم: حورية/ ق