سجلت الجزائر، خلال اليومين الأخيرين، حصيلة مذهلة في عدد الإصابات بفيروس كورونا تجاوزت الـ 280 إصابة مؤكدة، بسبب الاستهتار واللاوعي عند المواطنين الذين ضربوا بالتدابير الوقائية المتخذة ضد هذا الوباء عرض الحائط.
وفي هذا الموضوع، تحدث بعض الفنانين والمثقفين عن تفشي فيروس كورونا في الجزائر بشكل كبير، وارتفاع عدد الإصابات بصورة تبعث على القلق، تفاصيل أكثر تتابعونها فيما يلي…
محمد لمين بحري
لقد عمقنا الأزمة وتراجعنا عن الأمم وعيا والتزاما

هي مشكلة لا وعي واستهتار يرقيان إلى مستوى الجريمة الجماعية، هذا ما تفوقت فيه علينا دول مجاورة وتجاوزت الأزمة وتغلبت على الوباء، وهو ما فشلنا فيه نحن، فعمقنا الأزمة وتراجعنا عن الأمم وعيا والتزاما ومسؤولية تجاه أنفسنا.
الشاعرة نوارة مشتة
لا يمكن المراهنة على وعي الشعب لمحاربة كورونا

قولي إنه لا يمكن الاعتماد كليا على وعي الشعب، ولا يمكن المراهنة على هكذا أمر ..يجب أخذ إجراءات صارمة ووقائية حازمة وإلا انزلقنا لما هو أكبر وأعظم. ما نراه ما هو سوى دليل على عدم القدرة على التحكم في الشعب وفي المرض معا.
الدكتور بريك الله حبيب
عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية هو السبب

اعتقد أن عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية اللازمة والاستهتار بالمرض، وخاصة في الأماكن التي أصبحت بؤرا لهذا الوباء الخطير من أجل تجنب العدوى، هي السبب المباشر في ارتفاع عدد الإصابات في الآونة الأخيرة، ولا شك أن هذه الحالة الخطيرة هي مسؤولية الجميع لأننا نحصد ما تزرعه أيدينا من التهور واللامبالاة، يجب علينا جميعا أن نعيد النظر في ثقافة الحفاظ على الصحة العامة، من خلال التقيد بالتعليمات الصحية الوقائية لتفادي ما هو أسوأ في قادم الأيام.
الشاعر رابح بلطرش
المشكل في الاستهتار واللامبالاة

والله بالنسبة لنا مثلا الأمر معقد ولا نستطيع أن نجزم لمن تعود المسؤولية، ولكن بجميع الحالات للمواطن وعدم وعيه النصيب الأكبر في تفشي الوباء وانتشاره انتشارا تصاعديا وبوتيرة متتالية حسابية، لأن الوعي واستشعار الخطر ومسؤولية المحافظة على النفس البشرية أمر من جذر مكونات ديننا ومقدساتنا، لكن الاستهتار واللامبالاة وانعدام الوازع الديني لبعض فئات المجتمع جعلت المرض منتشرا لأنه وجد الأرضية الخصبة، كما أن تهاون المسؤولين واختفائهم تماما وفقدانهم روح المبادرة والمسؤولية وترك الحبل على غاربه على غرار ما حدث بمدينة سيدي عيسى، أين تم غلق السوق اليومي للخضر والفواكه وترك التجار هائمين بالأرصفة التي لم تتسع لسلعهم، ما سبّب الاكتظاظ بالشوارع مع عدم احترام مسافة الأمان وعدم ارتداء الواقيات، فماذا ننتظر في هذه الحالة غير مزيد من الإصابات. إن المسؤول المباشر عن الوضع بعد المواطن هي السلطة البلدية التي تخلت عن دورها واختفت، فالمواطن له مسؤولية حتى في العزاء نشاهد عدم احترام الوضع والعناق والتقبيل والمصافحة في عز كورونا، وهذا كله يزيد من خطورة الوضع وارتفاع عدد الإصابات.
الفنان حسان دحمان
لو نستمر بهذا الشكل سنصل للمجهول

للأسف الشديد كوني جزائري أقول إن الجزائر في خطر شديد، جراء تصاعد الأعداد من ناحية الإصابات والموتى، ويبقى المشكل في عدم مبالاة المواطنين وعدم الالتزام بالإجراءات التي تقي من انتقال الفيروس. مؤشرات الخطورة تدق باب الجزائر كدولة التزمت بالشروط في بداية انتشار الوباء وتراخت في النهاية. لا يجب أن يستهان بفيروس صغير الحجم وخطره كبير، ولهذا لا نريد أن نفقد المزيد والحل بسيط ويكمن في الالتزام بإجراءات الوقاية على غرار ارتداء الكمامات والتباعد الجسدي وعدم المصافحة وغسل اليدين، ومن تظهر عليه أعراض المرض، يجب أن يذهب مباشرة إلى المستشفى. نحن شعب مثقف ومسلم، فهذه الإجراءات تتمحور حول النظافة للوقاية من هذا الفيروس قبل كل شيء، يعني إن التزمنا بها فهي صفة المسلم وفطرة فينا، ولهذا أقول التزموا بيوتكم والوقاية خير من العلاج، ومن أجل جزائر سليمة، نتعاون، نتناصح ونتماسك. نعالج أنفسنا بثقافتنا وننمي عقولنا ونزرع فيها أن المرض داء والصحة تاج فوق رؤوسنا، ولنا الاختيار الأنسب، لذا أقول التزموا بيوتكم ولا تجعلوا أنفسكم سببا في فقدان أعز الناس إليكم أو فقدان غيركم. لقد غاب الوعي عن العقول، لو نستمر بهذا الشكل، سوف نصل للمجهول.
المبدعة أسماء سنجاسني
استهتار الجزائريين بخطورة الوضع وراء تفشي الوباء

نعم صحيح.. إنّ ارتفاع حصيلة الإصابات بكورونا في الجزائر مؤشر سلبي لم تتعدد أسبابه، وإنما النتائج التي وصلنا إليها اليوم سببها واحد لا غير… هو استهتار الجزائريين بخطورة الوضع، مما أدى إلى عدم تكون الوعي اللازم الذي تتبعه بالضرورة إجراءات يفرضها الفرد على نفسه كي يحمي من حوله قبل أن تفرضها الدولة عليه.
إنّ هذا الوباء…..كان لابد منه لأمّة أضاعت هويتها الإسلامية، ورفعت قيمة الدنيا في عينها، لم يغلق الله عزّوجل في وجوهنا أبواب الحياة عِقابًا… بل أغلقها لنستعيد هويتنا بالتلذذ بالطاعات، ليروضنا على الصبر في المحن، ولينزل قيمة الدنيا في أعيننا ويرفع قيمته في قلوبنا، إنه لا يريد لنا النجاح… بل يريد لنا ما هو أكثر… يحب لنا الفلاح… وقد أفلح من زكاها، فزكوا أنفسكم، زكوها بالصدق والإيمان… بالحب والعطاء، فإنّ العبادة ينابيع سعادة ونجاة، أما ما يحدث اليوم سببه أنانية وقلة وعي.
أنانية… تأسفنا لرؤيتها بشدة، فكم من مصاب بكورونا كان يعلم بمرضه، لكنه زار أقارب وجلس مع جماعة في الشارع، صافح صديقا، عانق قريبا، وحضر زفافا… كم ينقصنا من الإيمان لنرضى بأقدار الله تعالى ونحب لغيرنا ما نحب لأنفسنا؟.
ووعي… نأبى أن نمارسه ولو بشكل مؤقت، ذلك أننا غرقنا في الدنيا غرقا فظيعا، حتى أصبحنا نخاطر، نخسر أرواحا ولا نخسر في تجارتنا، إلى متى؟، إلى متى نبقى نصارع أنفسنا ونؤدي بها إلى التهلكة، وإلى مخاطر لا تحمد عقباها أبدا؟.
بفعل الخير ستنهض الأمة، وبالعطاء ستحل الأزمة، فهيا جميعا نحسن الظن ونحسن الهمّة ونمارس الوعي كي نغيّر النتائج، نحمي أنفسنا، ونرضي مولانا، لغد أفضل بإذن الله تعالى، ونحمد الله أنه وباء وليست حرب، أننا في بيوتنا ولسنا في الملاجئ، وكما قال علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه ”سنحيا بعد كربتنا ربيعا كأننا لم نذق في الأمس مرا”، أفيقي يا أمة محمد أفيقي.
القاص حركاتي لعمامرة
نهاية مؤسفة !

في الوقت الذي كنا ننتظر فيه زوال هذا الوباء الذي حلّ ببلدنا أو انخفاض عدد المصابين، ووسط تحذيرات أهل الإختصاص من انتكاسة جديدة وعودة المرض مرة أخرى، ها هي بلدنا تشهد مع شديد الأسف بؤرا لهذا الوباء لا آخر لها، فأصبحت مدننا تشيّع كل يوم موتاها في جو يسوده التمرد على القوانين والضرب بها عرض الحائط، فكانت النتائج وخيمة والحصيلة عظمى. وبكل أسف شديد وخجل ما بعده خجل يندى له الجبين عرقا أن ينتهي الإنسان هذه النهاية المؤسفة ويا ليته كان على جهالة، إنه التمرد على قوانين الجماعة أن نعود إلى التفكير الحيواني الذي تقودنا فيه غرائزنا وشهواتنا وننحدر إلى أدنى مستويات الوعي والحرص على القواعد الضامنة لحياة آمنة بحكم أن الإنسان اجتماعي بطبعه .
لست أدري أهو الغرور أم هي الجهالة أن يتمادى الكثيرون دفعة واحدة في مشهد مقزز، ضاربين بكل التوصيات عرض الحائط، ليبقى الوباء ينتشر انتشار النار في الهشيم، ليشهد العالم ورغم تطوره ردة ما بعدها ردة وتجاهلا للجهات التي تنادي صباح مساء في تحدٍ لا نحسد عليه يؤدي بنا جميعا إلى الهاوية السحيقة في غياب ثقافة الردع ومحاربة الجهالة التي لا ندري من أين توارثها شبابنا الذي تنصل عن الوصاية الأبوية …
مؤسف جدا أن نشهد غيابا مريبا للإنسانية فينا وعودة الحيوان الغائب فينا طوال عشرات السنين، ومؤلم جدا أن تدفع الضريبة جماعة الأبرياء دونما ذنب ارتكبوه سوى أننا نتقاسم العيش على وجه هذه البسيطة التي تبقى شاهدة على زوال مريب للإنسان …
أخيرا، ونحن نعيش هذا الوضع الاستثنائي من انتشار مريب للوباء الغريب، تأتي بين أعيننا صور للأجداد وكيف كانوا يعيشون الحياة ورغم كل النقائص بكل روح تشاركية في جو يسوده السلم والأمان.
كلمتهم: حورية/ ق