فنانون ومثقفون يتحدثون عن واقع حرية التعبير في الجزائر… انتقادات، حسرة، اعتزاز وأمل في المستقبل

elmaouid

تحتفل الجزائر على غرار كل دول العالم في الثالث ماي من كل سنة باليوم العالمي لحرية التعبير. وتخليدا لهذه المناسبة ارتأت” الموعد اليومي” أن تستطلع أراء الأسرة الفنية والثقافية بخصوص ممارسة حرية التعبير

في بلدنا .

 

الشاعر والناشط الثقافي نور الدين مبخوتي:

تطور نسبة التعلم والوسائل التكنولوجية ساهم في ارتفاع هامش حرية التعبير

 

أعتقد أن التحولات التي عرفها المجتمع الجزائري تركت أثرها على  الفرد وتعاملاته، وقد  ساهمت نسبة التعلم وكذا تطور الوسائل التكنولوجية في ارتفاع هامش حرية التعبير، فالأب لم يعد  مثلا الآمر الناهي ولا مصدر المعرفة الوحيد، الذي يتحكم في مصيرالأسرة  كما كان، وإنما بات الأبناء يدلون بمواقفهم  ويبررون اختياراتهم. هذا شكل من أشكال  حرية التعبير على مستوى الأسرة. في  مقابل ذلك تتيح وسائل التواصل  هامشا من التعبير، فالكثير من المواقف تظهر هنا وهناك  بل إن رغبات ونزعات كان مسكوتا عنها طفت على السطح، كتلك المتعلقة بالجسد، لكن السؤال المطروح هل بلغنا سقفا مرضيا من حرية التعبير؟  هل نتقبل مواقف الأخر المختلفة عنا؟ هل نناقش القضايا بموضوغية بعيدا عن الذاتية؟ هل نسمح للأخر كي يقول كل ما بجعبته دون أن يلحقه ضرر؟  أعتقد أن شوائب كثيرة تعترض سبيل حرية التعبير على المجتمع بأكمله أن يرممها باحترافية وإرادة صلبة على اعتبار أن مجتمعا جامدا سيخطئ لا محالة سنة التطور.

 

 

الكاتب بشير خلف:

ممارسة حرية التعبير في الجزائر أحسن من الدول العربية

 

حرية التعبير في الجزائر كما هو في البلدان الأخرى لها وعليها، لكن ممارسة حرية التعبير في بلدنا أحسن بكثير من تلك المطبقة في عديد البلدان العربية، علما أن هذه الحرية النسبية ثمرة نضالات طويلة، واتضحت أكثر منذ الزلزال السياسي الذي هزّ الجزائر في أواخر ثمانينات القرن الماضي بفضل النخب السياسية، والإعلامية والفكرية.

 

الفنان سامي زرياب:

الناس تعبر لكن الآراء لا تؤخذ بعين الاعتبار

 

الحديث عن ممارسة حرية التعبير في بلدنا أمر صعب جدا خاصة في ظل الظروف التي يمر بها العالم ، ومع هذه العولمة والتكتلات العالمية.

وأظن أن حرية التعبير في الجزائر تراجعت بقدر كبير في السنوات الأخيرة والسبب يعود إلى الصراعات المتواجدة في العالم خاصة في البلدان العربية والإفريقية. ومن خلال الآراء والتصريحات التي تأتينا من هنا وهناك نجد أن هامش حرية التعبير في الجزائر لم يعد كما كان في السابق. أكيد أن هناك من يعبر عن أرائه بحرية وجهات تطالب بحقوقها في مختلف المجالات، لكن تبقى هذه الاراء مثل من يصيح في وادي كبير…

وأيضا هناك عدة قنوات تلفزيونية خاصة وجرائد وصفحات على الفايسبوك تجعل الجميع يعبر عن رأيه دون وسائط. وكما قلت أنفا هذه الآراء لا تؤخذ بعين الاعتبار من طرف السلطات المعنية بالتنفيذ .

 

 

الممثل والمخرج المسرحي جمال قرمي:

حرية التعبير موجودة لكنها مقيدة

 

أكيد هناك حرية تعبير تمارس في الجزائر على مختلف المستويات لكنها مقيدة، فآي إنسان له الحق أن يتحدث ولكن لا يوجد الذي يستمع إليه. نحن مثلا في مجال المسرح وأثناء اختيارنا للنصوص المسرحية لنا كل الحرية في ذلك ولا أحد يتدخل في اختيارنا للمواضيع المراد طرحها. وأكيد هناك خطوط حمراء لا نستطيع تجاوزها.

 

الشاعر عاشور بوكلوة:

أنت قل ما تشاء، وأنا أفعل ما أشاء

 

حرية التعبير في الجزائر، ألخصها  في جملة : (أنت قل ما تشاء، وأنا أفعل ما أشاء) .. ربما هذا هو الشعار المناسب لها. وهذه طبعا ليست حرية على الإطلاق. وباعتباري لم أمارس الصحافة .. لذلك أقول : إن الحرية لا تعني أن تقول ما تريد بالطريقة التي تريد في الوقت الذي تريد .. إنما تكمن في مسؤولية ما تقول ..وفي اهتمام المسؤول وتقديره لما تقول .. بمعنى أن يكون لما تقول صداه لدى المعني مباشرة ..ولكن ما أراه من تهور ومن خروج عن الأعراف من قبل بعض الصحافيين وبعض المؤسسات الإعلامية لا يمت بصلة لحرية التعبير .. وما أراه من تجاهل وتغافل وعدم محاسبة من قبل المسؤولين لا يمكن أن يدخل أيضا في نطاق حرية التعبير ..حرية التعبير أيضا هي حرية الحصول على المعلومة من مصادرها  وهذا أكبر عائق يعترض طريق  الصحفي .. هذه النقطة الأخيرة ربما هي التي جعلت حرية التعبير في الجزائر تحتل المراتب الأخيرة مقارنة بدول العالم التي تحترم نفسها وتحترم الإنسان فيها.

 

الروائي والقاص حركاتي لعمامرة:

حرية التعبير في الجزائر مكفولة قانونا

 

حرية التعبير في الجزائر أن من يحمل أفكارا نيرة وأراء فيها ما ينفع الناس فله التهميش، وهذا في جميع الميادين عموما ..ونستطيع القول أيضا  أن حرية التعبير هي أمر نسبي خاضع لعدة عوامل وتبقى مسألة التوافقية خاضعة لتبادل المصالح والأهواء، وإلا فكيف تشكل لجنة لقراءة النصوص من عناصر أحسنها مازال يكتب نصا مليئا بالأخطاء اللغوية وهو سيشرف على قراءة نصوص ذات جودة طبعا سيكون مصيرها الإهمال . ويبقى المثقف والمبدع يعاني من أشباه مثقفين وأميين نصبوا لتقييم نصوص من طرف مسؤول تحكمت فيه نزوة الأهواء..وأخيرا أقول إن حرية التعبير في الجزائر آمر نسبي وتسير بخطوات متثاقلة.

 

الفنان حسان كركاش:

حرية التعبير في الجزائر تفتقد للشفافية

 

ممارسة حرية التعبير في الجزائر ينتابها بعض الغموض ولا تمارس بشفافية، وأصبحت تعيش في مرحلة صعبة. ويؤسفني القول إن بعض الدول العربية منها المغرب وتونس أحسن منا ترتيبا في ممارسة حرية التعبير، فتونس التي تعيش ظروفا صعبة من الناحية الأمنية وظروف المعيشة، أحسن منا من ناحية حرية التعبير، وبحسب رأيي طبعا، فإن حرية التعبير في الجزائر في الزمن السابق أفضل من مما هي عليه الآن.

 

 

المسرحي طارق ناصري:

سب وشتم ووقاحة

 

أظن أن حرية التعبير أصبحت تتمثل في وقاحة وسب وشتم وتعدٍ على الحقوق الخاصة وخرجت عن نطاقها وتعدت الحدود،

فنحن للآسف لا نعرف حدود الحرية ولا أحد أصبح يولي اهتماما لا لرموز الدولة، ولا لرموز الوطن ولا لرموز الثورة، و لا لجيل قديم ولا لكبار السن ولا للحريات الخاصة وأصبحنا لا نؤمن بالاختلاف. وفي عديد المرات يظهر شخص يسب ويشتم ويتجاوز الحدود ويسمي ذلك حرية تعبير التي يبدو أن الكثير يفهمها بالمقلوب، ولا زلنا لا نعرف حقوقنا وحدودنا وأقول أيضا إن حلاوة حرية التعبير هي تلك التي تأتي بعد نضال طويل  شأنها شأن الديمقراطية التي تأتي بعد ديكتاتورية.