فنانون ومثقفون يتحدثون عن مستقبل الجزائر في ظل الحراك الشعبي… إجماع على أن مستقبل الجزائر سيكون أفضل

فنانون ومثقفون يتحدثون عن مستقبل الجزائر في ظل الحراك الشعبي… إجماع على أن مستقبل الجزائر سيكون أفضل

صادف خروج آلاف الجزائريين من فئات عمرية مختلفة في الجمعة الـ 20 من الحراك الشعبي الذي تعرفه الجزائر منذ 22 فيفري الفارط، تخليد الذكرى الـ 57 لاستقلال الجزائر وأيضا هو عيد للشباب. هذا الأخير أثبت للعالم أنه واعٍ وعلى قدر كبير من المسؤولية في حماية وطنه.

 

وأكيد الشعب الجزائري يريد أن يعيش في هناء وطمأنينة مع توفر متطلبات الحياة الكريمة، وأمام مسيراته السلمية التي بدأها منذ 22 فيفري الفارط وهو يبحث عن عودة الجزائر إلى أبنائها المخلصين واسترجاعها من أيدي العصابة التي نهبت خيرات وأموال الجزائريين وأدخلتهم في فقر كبير.

وفي ظل تسارع الأحداث التي عرفتها الجزائر بعد الحراك الشعبي، أي مستقبل ينتظر الجزائريين في نظر الفنانين والمثقفين.

وعن هذا الموضوع تحدثت “الموعد اليومي” إلى العديد من المثقفين والفنانين، فكانت هذه الآراء.

 

الكاتب والناقد عيسى ماروك

الحراك الشعبي دليل على تحضّر ووعي الشعب الجزائري العظيم

بعد استعمار استيطاني رهيب دام أكثر من قرن وربع، عرف تغيير لهوية الأمة الجزائرية ومكونات هويتها، استعمار قضى على الأخضر واليابس فقتل وهجر وهدم المساجد والمدارس، جهّل الشعب الجزائري حتى بلغت نسبة الأمية أكثر من 90٪، فكان علينا أن نخوض بعد معركة تحرير الأرض المعركة الكبرى والمتمثلة في تحرير الانسان ومقدرات الأمة، إن الحصيلة التي حققها الشعب الجزائري بعد سبع وخمسين سنة من للاستقلال، وإن لم تكن تصل سقف طموح هذا الشعب العظيم وثورته المجيدة التي ألهمت الشعوب وبثت فيهم الأمل. بعد ليل الاستعمار الطويل قاموا إلى السلاح ليفتكوا حريتهم، فكما استطعنا تأميم ثروات البلد في السبعينيات والنهوض بالأدب والسينما وحتى الرياضة، ورغم ما حققناه من نتائج إلا أن العشرية الحمراء جعلتنا نتقهقر عقودا إلى الخلف. لكن إرادة شعبنا لا تقهر وإرادته من صخر لا تزيده الأزمات إلا قوة وإصرارا، فقام كالمارد من رماده يتحدى الصعاب، قوته في وحدة أبنائه وتراص صفوفهم لا ينقص من عزيمتهم شيئا، وما الحراك الذي تعيشه الجزائر إلا دليل على وعي هذا الشعب وتحضره وتطلعه للمستقبل، وهو القادر على أن يكون في ريادة الدول الناهضة اقتصاديا وثقافيا ورياضيا، ونستبشر كل خير بشبابنا الواعي بما يتربص هذا الوطن من مخاطر ومدرك أن أعداء الجزائر ما زالت أطماعهم قائمة، شباب قادر على تحمل المسؤولية والسير قدما بالبلد لبر الأمان.

 

سامي زرياب

ننتظر جزائر العدالة والشفافية

بعد 57 سنة من الاستقلال وفي ظل الحراك الذي تشهده الجزائر منذ 22 فيفري الفارط وبمشاركة قوية للجزائريين، نحن ننتظر أن يكون المستقبل مبنيا على الثقة والعدالة والشفافية والأخوة، ومستقبل الجزائر سيكون بأيدي أناس مخلصين وأوفياء لهذا الوطن العظيم، وعلى كل أبناء الجزائر أن يضعوا اليد في اليد للنهوض بهذا الوطن، وأن تكون العدالة بين الجزائريين وإن شاء الله سيكون مستقبل الجزائر زاهرا.. لا أقول بعد أشهر أو سنوات لأن بناء المستقبل يتطلب وقتا طويلا وأكيد ستكون النتيجة إيجابية يوما ما حتى وإن لم تكن لنا فلأبنائنا، والجزائر دائما تبقى واقفة وشامخة وصوتها دائما مسموع في المحافل الدولية، أنا جد متفائل بهذا الحراك لأن الله عز وجل استجاب لصوت المظلومين الذين رفعوا قضاياهم للعدالة الإلهية، فكانت الاستجابة من الله عز وجل، والنصر سيكون للجزائر ولشعبها العظيم في المستقبل القريب.

 

الشاعر محمد الصالح بن يغلة

التنازلات ضرورية

والله لا نستطيع أن نخمن أو نستعجل رياح التغيير من خلال الحراك السلمي، الذي أتمنى أن يبقى سلميا يسعى بصبر وثبات لتحقيق مطالبه الشرعية التي آمن بها الشعب والجيش معا، لكني أرى أن الحراك لم يستطع إلى اليوم تحديد شخصيات نزيهة تقوده في هذه المرحلة الصعبة، وتسارع في فتح انتخابات تكون تحت أنظاره. أضف إلى ذلك الاختلافات الإيديولوجية بين الشعب الواحد، وبأسماء متعددة، لذلك تبقى المرحلة صعبة، والجهود مقيدة ما لم يكن الحراك موحدا حول مطالب واحدة، وفي أولها الإتفاق على شخصيات وطنية نزيهة تسيّر المرحلة الانتقالية، وهذا ما يصعب تحقيقه في خضم الخلافات، التي عادت بقوة بين التيار الأمازيغي والتيار العربي الإسلامي. لابد للجميع أن يتنازل عن بعض مطالبه للوصول إلى قيادة جماعية تكون في صالح الجزائر وأبنائها ريثما تحدد الانتخابات شعاع الأمل.

 

الفنان حسان كركاش

أنا جد متفائل بمستقبل الجزائر

مستقبل الجزائر خاصة في ظل الحراك الذي عرفته الجزائر منذ 22 فيفري الفارط، هناك أمل كبير عند الجزائريين خاصة وأن الاحتفال بالذكرى الـ 57 لاستقلال الجزائر صادف الجمعة 20 للحراك الشعبي، والاحتفال بالمناسبة في هذه السنة يختلف عن الاحتفالات السابقة، حيث استطاع الشعب الجزائري أن يطيح بالنظام المستبد بعد 20 سنة من حكمه الظالم واليوم تعود الفخامة لهذا الشعب العظيم. أنا جد متفائل بمستقبل الجزائر، أنا أرى أن اقتصاد الجزائر سيزدهر وقوي، وتفتح أبوابها للعالم والاستثمار سيكون كبيرا والسياحة تعود من بعيد، وعباقرة الجزائر المتواجدين بالخارج سيعودون في المستقبل القريب لخدمة وطنهم، وأتمنى أن الشعب الجزائري سيتوحد خدمة للوطن دون عنصرية أو جهوية.

 

القاص جمال بوثلجة

الحراك هو رسالة قوية لكل مسؤول قادم

57 سنة من الاستقلال.. 57 سنة من المخاضات العسيرة التي أدت بالبلد إلى وضع غريب ومعقد بانتشار الفقر والبؤس وإلياس وكل الآفات الاجتماعية التي قصمت ظهر هذا الوطن.

الحراك جاء كضرورة اجتماعية وسياسة وأخلاقية ليقول: كفى من الظلم.. كفى حقرة وتهميش واستبداد.. كفى رشوة ومحسوبية ونهب المال العام.. نريد بلدا آمنا مطمئنا يتمتع شعبه بخيراته، بلد تسود فيه المساواة عوض المحاباة تكون فيه العدالة سيدة المشهد. الحراك جاء ليضع البنات الأساسية لبناء دولة الحق والمساواة ويقول الشعب إني هنا. الحراك هو خطوة لتجسيد المشروع الكبير الذي يحتاج لخطوات وخطوات حتى نتقدم ونرقى كجزائريين يجمعنا وطن واحد. توحدنا راية واحدة، مشروع واحد وهدف واحد هو خدمة هذا البلد..

نحتاج لبعض الوقت، نحتاج لتغيير بعض الذهنيات البائدة نحتاج لنفوس صادقة تخلص نيتها لخدمة الوطن وترمي جهودها أبنائه وإعلاء كلمته. الحراك هو رسالة قوية لكل مسؤول قادم يقول له نحن هنا تراقبك ونتابع خطاك فكن مخلصا لوطنك نكن لك عونا ونصيرا، انتهى زمن استقالة الشعب وجاء دوره للمراقبة والمتابعة شعب واحد لوطن واحد.

 

السينمائي سليم حمدي

هنا يكمن تطور مجتمعنا

ليس من السهل المرور بسهولة من الأوضاع التي تمر بها الجزائر، الجزائر في ظل الحراك الشعبي الذي خرج له عدد كبير من الشعب الجزائري بمختلف فئاته، وأكيد هذا للتعبير عن حبهم لوطنهم وحمايته من العصابة التي نهبت أمواله وخيراته بطريقة غير شرعية. وهذا يعبر على أن تطور المجتمع يكمن في وعي شعبه ورغبته في حماية وطنه.

 

المسرحي جمال دكار

نتطلع لجزائر آمنة

حتمية انتصار الشعب بعد الحراك الشعبي الذي يقوده أبناء الجزائر عبر كل الولايات وبكلمة واحدة موحدة تعبر عن مدى حب الجزائريين لوطنهم وضرورة إقامة جمهورية ثانية بما تحمله من معاني للاستقرار والعدالة يتساوى فيها جميع المواطنين في الحقوق والواجبات.

 

الشاعرة عائشة جلاب

هذا هو الحل للأزمة

أولا، أنا لست سياسية ولا أحسن التحليل السياسي، لكن وحسب وجهة نظري للأوضاع السائدة حاليا في الوطن، فأرى أن الحل الوحيد للأزمة هو الحوار بين جميع أطياف المجتمع الجزائري بعيدا عن رموز النظام السابق.

 

الدكتور بريك الله حبيب

مستقبل واعد وغد أفضل ينتظر الجزائريين

أولا هنيئا للشعب الجزائري عيده 57 للاستقلال الذي جاء بعد جهاد وتضحيات كبيرة،  أعطى فيه الشعب الجزائري كل مثال جميل عن البسالة والشجاعة والإقدام والإصرار على الظفر بالحرية التي لا تقدر بثمن، وهذه المعاني التي نلتمسها في حراكنا السلمي الذي انطلق منذ 22 فيفري الفارط، هذه الثورة السلمية التي جاءت من أجل أن تحرر الشعب الجزائري من قيود الفساد والظلم والاستعباد الإداري والثقافي والسياسي،  فثورتنا ألهمت الشعوب كيف تحقق آمالها وتتغلب على آلامها. وحراكنا أعطى للشعوب كافة صورة رائعة من صور السلمية التي أبهرت العالم بأجمعه.

كلمتهم: حورية/ ق