فنانون متهمون بالتطبيع… راغب عـلامة يروج لساعات إسرائيلية

elmaouid

الفنانون كلما اقتربوا من عالم السياسة، زادت حدة الانتقادات التي توجه لهم، فما بالك لو نسبت لهم تصريحات غير ملائمة حول أهم قضية للعرب وهي “القضية الفلسطينية”.. تخيل كيف سيكون رد فعل الجمهور.

“لا تصالح ولو منحوك الذهب”.. هكذا قال الشاعر المصري الكبير أمل دنقل، في قصيدته الشهيرة، رافضًا من خلالها التطبيع بأي شكل مع “إسرائيل”، وقد سبقه ولحقه أيضًا الكثير من المبدعين، الذين لا يفوتون الفرصة في أي مهرجان عربي، للحديث حول دعم القضية الفلسطينية، ودعم الصامدين سواء في غزة أو الخليل أو بالقدس الشريف، ولكن البعض يقع في المحظور، والجمهور لا يغفر أو ينسى أي آراء أو مواقف “ودية” للنجوم تجاه “الكيان الصهيوني”، فلا تسامح مع من يخذل قضية العرب الأولى.

 

الفنان اللبناني راغب علامة استيقظ، الجمعة، على ضجة كبيرة لجمهوره بمواقع التواصل الاجتماعي، حيث وجهت له تهمة التطبيع مع إسرائيل، والأمر يعود إلى كونه واجهة إعلامية لشركة “هيبلو” للساعات، التي احتفلت بالذكرى السبعين لقيام دولة إسرائيل، من خلال تصميم نموذجين من ساعاتها، إحداهما وضعت عليها رموز باللغة العبرية، والأخرى ذيَّلتها بنجمة داوود.

شقيق “علامة” قال إن هيبلو هي شركة سويسرية، وليست “إسرائيلية”، وإلاّ ما كان ليتعاقد أخوه معها أساسا، انطلاقا من مبدأ إيمانه بمقاطعة أيّ منتج إسرائيلي، وتابع: “على فكرة وللتذكير فقط، راغب علامة ليس وكيل الشركة، هو وجه إعلاني فقط لها، ولم يعطها ترخيصا لتفتح فروعها في لبنان، السؤال هو: هل الدولة اللبنانية في حالة تطبيع؟ ولماذا لا توجهون الاتهام للحكومة اللبنانية وحكومات عربية أعطت للشركة تراخيص؟ ولماذا الاستقواء على راغب؟”.

صابر الرباعي وقع في أزمة أكبر من راغب علامة، فقد اتخذ صورة تجمعه بضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وقد عرضت على حساب باسم “المنسق”، وهو خاص بـ “يواف موردخاي”، رئيس وحدة ترتيب أعمال الحكومة الإسرائيلية، لكن لم يتحمل صابر الهجوم، وأوضح أن من اتخذ معه الصورة هو ضابط من أصول فلسطينية لبنانية ويدعى فادي.

واتهم الفنانان خالد أبو النجا وبسمة، بالتطبيع مع إسرائيل، بعد إعلان مشاركتهما عالميا في مسلسل أمريكي يحمل عنوان “الطاغية”، الذي يشارك في بطولته فنانون إسرائيليون، أبرزهم موران أتياس وأشرف برهوم، وهو من عرب إسرائيل، كما أن المسلسل من تأليف الكاتب الإسرائيلي جدعون ريف، الذي سبق وأن كتب مسلسل الدراما الإسرائيلي، (أسرى الحرب)، الذي عرض على شاشة القناة الإسرائيلية الثانية.

ويقدم “أبو النجا” دور رجل مسلم يدخل الانتخابات الرئاسية في دولة “أبدين”، حيث يحاول توعية الناس بحقوقهم السياسية من منظور ديني، وظهر في 10 حلقات كاملة، وكان قد بدأ عرض الموسم الثالث من المسلسل في 6 جويلية 2016، وصورت بعض حلقاته في إسرائيل. وكان عرض الجزء الأول في العام 2014 قد سبّب الكثير من الجدل، ليس فقط بسبب مكان تصويره، بل بسبب قصته التي تحاكي الثورة السورية، فيما قدمت بسمة شخصية سيدة ثرية ومتزوجة من رجل أعمال، ولديها أخت تتزوج من وزير خارجية بلدة “أبودين” التي تقع شمال لبنان.

ولم يسلم الفنان خالد النبوي أيضا الذي شارك في الكثير من الأعمال العالمية، من الاتهام بالتطبيع؛ ففي عام 2010، شارك في فيلم FAIR GAME، الذي وضعه في فخ الانتقادات، خاصة أن بطلة الفيلم هي الممثلة الإسرائيلية ليزار شاهي.

واستفز الأمر “النبوي”، الذي خرج عن صمته مدافعا عن نفسه عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، قائلًا إنه لن يسمح لأحد بالمزايدة على وطنيته كفنان عربي، وإن مشاركته في الفيلم تخدم العروبة بتجسيده شخصية عالم عراقي ينفي امتلاك بلده للأسلحة النووية، والتي كانت أهم مبررات الاحتلال الأمريكي للعراق، معبرا عن استيائه من الهجوم الصحفي عليه، وإهمالهم مواقفه تجاه القضية الفلسطينية، حسب قوله.

وخلال الفترة الماضية، شارك عمرو واكد في الكثير من الأعمال الأجنبية، التي قدم فيها أدوارا بمساحات كبيرة، لكنه لم يسلم من تهمة التطبيع أيضًا، كونه شارك في الفيلم البريطاني الأمريكي “بين النهرين”، الذي يناقش حياة الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وكان بطل الفيلم، الذي جسد دور صدام حسين يحمل الجنسية الإسرائيلية، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أصدرت لجنة التحقيقات بنقابة المهن السينمائية وقتها قرارًا بشطب عمرو واكد من لائحة النقابة، لكن تم حفظ التحقيق، حيث إن “واكد” لم يكن يعلم بأمر الممثل الإسرائيلي إلا بعد تصوير معظم مشاهده.