ثمن فنانون من سيدي بلعباس وعين تموشنت إدراج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) “الراي” كغناء شعبي جزائري في قائمة التراث العالمي غير المادي للإنسانية.
وأعرب فنانون على غرار الشيخ النعام والشيخ بلمو وعمر عسو عن “سعادتهم” و”فخرهم” لتألق فن الراي في سماء الساحة العالمية، مذكرين بأن منطقة الغرب الجزائري كانت مهدا لهذا الطابع الغنائي الذي تنوع بين مناطق كل من وهران وسيدي بلعباس وعين تموشنت وسعيدة.
وأبرز الفنان الشيخ النعام من سيدي بلعباس والذي تألق في الساحة الفنية الرايوية على مدار عدة عقود، أن كل “منطقة من الغرب الجزائري ساهمت بشكل أو بآخر في ثراء وتنوع فن الراي”.
من جهته، أشار الشيخ بلمو من عين تموشنت والذي كان له تألق بارز في أغنية الراي لا سيما من خلال عزفه المتميز على آلة البوق، إلى أن سيدي بلعباس ساهمت في تطوير موسيقى الراي التي تتميز بأوركسترا تقليدية تتكون من “القلال” و”القصبة” وأضيفت عليها آلة القيتار الكهربائي.
وذكّر ذات الفنان بالبصمة الفنية الكبيرة التي وطدها شيوخ أغنية الراي من خلال أدائهم المتميز للشعر الملحون والأغنية البدوية، حيث أبدعوا وتألقوا على الصعيدين الوطني والعالمي.
كما صرح الفنان عمر عسو أن إدراج “الراي” كغناء شعبي جزائري في قائمة التراث العالمي غير المادي للإنسانية يأتي “لتعزيز جهود الفنانين الجزائريين الذين عملوا من أجل المحافظة على هذا التراث الفني الذي سطع في سماء العالمية”.
وذكّر ذات المتحدث بفنانين بارزين في طابع الراي بسيدي بلعباس على غرار الراحل أحمد زرقي والشاب دريسي العباسي وفرقة “راينا راي” بقيادة الفنان لطفي عطار.
وفي إطار المساعي الرامية للمحافظة على التراث غير المادي، كشفت مديرة الثقافة والفنون لولاية سيدي بلعباس، دليلة عواس، أنه تم تسطير برنامج ثري ومتنوع يتضمن تنظيم ملتقى وطني بالتعاون مع مخبر الفنون لجامعة “جيلالي اليابس” حول الأغنية الشعبية من الشعر الملحون إلى الأغنية البدوية ومراحل تطور هذا الفن، إلى جانب تنظيم أمسية فنية تجمع كوكبة من فناني الراي والشيوخ الذين أبدعوا بأداء الأغنية البدوية.
وتظل ولاية سيدي بلعباس تتغنى بفن الراي من خلال احتضانها للمهرجان الوطني لأغنية الراي الذي يشكل حدثا ثقافيا يجمع عديد الفنانين والشيوخ من مختلف ولاية الوطن.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) أدرجت الخميس الماضي الراي كـ “غناء شعبي جزائري”، في قائمة التراث العالمي غير المادي للإنسانية.
وجاء ذلك خلال الاجتماع الـ17 للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي لليونيسكو المنعقدة بالرباط إلى غاية 3 ديسمبر المقبل.
وتحصي الجزائر، مع تصنيف غناء الراي، 9 عناصر مدرجة في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي وهي أهليل قورارة، ولباس العرس التلمساني (الشدة)، والاحتفال بالمولد النبوي (اسبوع) في تيميمون، وركب أولاد سيدي الشيخ، واحتفال السبيبة، بالإضافة إلى ثلاثة عناصر بالاشتراك مع دول مجاورة وهي “الإمزاد” و”الكسكس” و”الخط العربي”.
ق-ث