– إنها فلسطين الأرض المقدسة بنص القرآن الكريم ” يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِى كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ” المائدة:21، قال الزجاج: المقدسة الطاهرة، سماها مقدسة لأنها طهرت من الشرك وجعلت مسكنا للأنبياء والمؤمنين، وهي التي أقسم الله بها فقال ” وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ”.
– ووصف القرآن أرضها بالرَّبوة ذات الخصوبة وهي أحسن ما يكون فيه النبات، ومـاءها بالمعـين الجاري، قال تعالى ” وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ ” المؤمنون: 50، قال الضحاك وقـتادة: وهو بيت المقدس، قال ابن كثير: وهو الأظهر.
– أنه أرض المنادي من الملائكة نداء الصيحة لاجتماع الخلائق يوم القيامة كما قال سبحـانه ” وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ” ق: 41، قال قتادة وغيره: كنا نحدَّث أنه ينادي من بيت المقدس من الصخرة، وهي أوسط الأرض، قال ابن تيـمية رحـمه الله: ودلّت الدلائل المذكورة على أن “ملك النبوة” بالشام والحشر إليـها، فإلى بيت المقدس وما حوله يعود الخلق والأمر، وهناك يُحشر الخلق.
– وفيها وحول المسجد الأقصى بعث أكثر الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، إنها فلسطين أرض الأنبياء والمرسلين، فعلى أرضها عاش إبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف ولوط وداود وسليمان وصالح وزكريا ويحيى وعسى عليهم السلام وغيرهم الكثير ممن لم تذكر أسماؤهم من أنبياء بني إسرائيل.
– والمسجد الأقصى هو ثاني مسجد وضع في الأرض لعبادة الله وتوحيده لأن الكعبة بنيت قبله بأربعين سنة، ففي الصحيحين من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه قال: قلت يا رسول الله: أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال ” المسجد الحرام ” قلت: ثم أي؟ قال: “المسجد الأقصى”، قلت: كم بينهما؟ قال “أربعون سنة”.
– وهو أحد المساجد الثـلاثة التي يجوز للمسلم أن يشد الرحـال إليها لطـاعة الله وطلب المزيد من فضله وكرمه ومضاعفة الأجر والثواب، وما عدا هذه الثلاثة المساجد لا يجوز شد الرحل إليها للصلاة والاعتكاف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا”، أي مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة النبوية.