فلسطين الجريحة

 فلسطين الجريحة

شعب فلسطين منذ سبعين عاماً وهو يعيش تحت وطأة الاحتلال، مساكنهم الملاجئ والمخيمات ، والملايين منهم يعيشون في التشريد والشتات ، شعب فلسطين حياته كلها خوف وتعذيب ، اعتقال وتهديد ، تهديم للبيوت ، وإغلاق للمدارس ، ومع الحصار الاقتصادي المفروض عليهم أغلقت المخازن والمتاجر لتسد عنهم أبواب الرزق ووسائل الحياة ، تجويع وبطالة ، استخفاف وإهانة، استيلاء على الأراضي ، وتحكم في مصادر المياه ، محتل يلاحق من يشاء ، ويتهم من يشاء، يقتل من يشاء ، وينفي من يشاء ، ثم يزعم انه يريد السلام .لقد انكشفت عورة الدول الغربية ، وبانت سوأتها عندما ادعت حقوق الإنسان ، وهي تتفرج على ما يحصل على أرض الإسراء والمعراج ، راضية بذلك  بل داعمة لكل ما يحصل من وحشية وإجرام ، لقد كان من المتوقع أن الشعارات البراقة التي يرفعها الغرب مثل حقوق الإنسان ، والشرعية الدولية والديمقراطية ، سيكون الغرب جاداً في عدم تجاوزها وتعدي حدودها ، لكن أحداث فلسطين الحالية ، كشفت زيف وعنصرية تلك الشعارات ، وعلى رأسها شعار حقوق الإنسان ، لا يخفاكم ما يمر به أخواننا في فلسطين هذه الأيام ، إنهم يعانون من ضرب الطائرات ، وأزيز المدافع والمجنزرات ، عشرات المساجد دمرت ، ومئات البيوت هدمت ، آلاف الأنفس أزهقت ، كم من نساء أيمت ، وكم من أطفال يتمت ، وكم من مقابر جماعية أقيمت .إن إخوانكم يا مسلمون يصارعون عدوهم ، وبطونهم خاوية ، وأسواقهم مغلقة ، ومنافذهم محاصرة ، افتقد أطفالهم الحليب ، ونفد عن مرضاهم علاج الطبيب ، والعالم ينظر ولا مجيب . إنه ليس من عذر لأحد اليوم يرى مقدساته تنتهك ، ويرى أطفالاً يقتلون ، ونساء يرملون ،
إن الذي ينظر إلى قضيتنا في فلسطين بمنظار القرآن لن يخدع أبداً ، فالمولى سبحانه يقول في كتابه : “أو كلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون” ، ويقول أيضاً : “وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين”. إن من يتعامل مع قضاياه على هدى القرآن فلن يضل أبداً : “يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم. وقال سبحانه : ” ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم. وقال أيضاً : “ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا”. إن من سنن الله سبحانه أن العاقبة للمتقين ، وأن الأرض يرثها عباد الله الصالحون ، وإن من سننه أيضاً أنه إذا تخلى أهل الإيمان عن إيمانهم ، فإنه يستبدل قوماً غيرهم ، أيها الأخوة المرابطون في أرض فلسطين المجاهدة ، أرض الشموخ والفداء، وأرض الجهاد والإباء ، يا أهلنا في الأرض المباركة عذراً إن وجدتم من كثير من أبناء أمتكم التخاذل والتثاقل ، لكن ثقوا أن قلوبنا معكم ، والله ناصركم ،
إن أمل الأمة معقود بعد الله عليكم ، فاصبروا وصابروا ورابطوا فإن مع العسر يسرا ، إن مع اليسر يسرا ، لا تيأسوا من روح الله ، فالنصر قادم بإذن الله تعالى، ” وكان حق علينا نصر المؤمنين ” ، ” ألا إن نصر الله قريب “.

 

من موقع الالوكة الإسلامي