أكد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جنيف بسويسرا، السيد حسني عبيدي، أن فلسطين “استطاعت أن تحدث تغييرا عميقا في الضمير الإنساني”، من خلال “بروز وعي غربي جديد متضامن بقوة مع الفلسطينيين”.
وأوضح المحاضر، خلال منصة بعنوان “فلسطين، نحو وعي غربي جديد”، نظمت ضمن الطبعة الـ 28 لصالون الجزائر الدولي للكتاب، أن الضمير الإنساني هو “ضمير عالمي مبني على الأخلاق والقدرة الفطرية على التمييز بين العدل والظلم”، مضيفا أن القضية الفلسطينية “أعادت بعث هذا الضمير بعد مرحلة طويلة من اللامبالاة”. وقال السيد عبيدي، وهو أيضا مدير مركز الدراسات والأبحاث حول العالم العربي والمتوسط بجنيف، بأن “الوعي الغربي الجديد تشكل حين أدرك المجتمع الغربي تقاعس الأنظمة التقليدية الغربية وعجزها، فخرج الطلبة والعمال والنقابات إلى الشوارع للتعبير عن تضامنهم مع غزة”، ولأنهم أيضا “يعتبرون غياب قوانين حقوق الانسان الدولية هو انتقاص لحقوقهم وتهديد لاستقرارهم في المستقبل”.
كما أشار إلى أن وسائل الإعلام الغربية ظلت لفترة طويلة “أسيرة للسردية الصهيونية”، غير أن “مشاهد القتل الجماعي والتشريد والعجز الدولي أيقظت ضميرا إنسانيا جديدا” و”دفعت قطاعات واسعة من الشباب الغربي إلى المطالبة بالتغيير والعدالة، رغم أنهم ليسوا عربا ولا مسلمين، بل مدفوعين فقط بقيم إنسانية خالصة”. وأوضح مؤلف كتاب “العالم العربي كما يراه دونالد ترامب” (2025) أنه “لامس مظاهر هذا الوعي الجديد في جامعات عدة مدن أوروبية، حيث أن الحركة الطلابية القوية قد نجحت في التأثير في قرارات بعض الدول الغربية”، كما قال، مضيفا أن فلسطين أصبحت اليوم “أكبر اختبار للضمير العالمي”.
وأكد الدكتور عبيدي أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت “دور الوسيط” بين الشارع والعالم وكانت بمثابة “مكبر الصوت” لتلك الحشود العارمة من أجل نصرة فلسطين، حيث أن جيل الشباب الجديد في الغرب “الذي يستمد وعيه من مصادر بديلة ومستقلة قام بنقل صور المعاناة في غزة وساهم في فك الحصار الإعلامي المفروض عليها”.
ق\ث