لقد قضى الله عز وجل بحكمته أن يخلق الناس باختلافهم، متبايني الدرجات، فمنهم القوي والضعيف ومنهم الغني والفقير ليبلوهم بعضهم ببعض، ليمتحنهم وليختبر صبرهم. وهذا التفاوت سنة كونية بين البشر، ولقد دعا الإسلام إلى التكافل بين الناس، والاهتمام بحالات الفقراء والمحتاجين، وشرع في محكم كتابه ما يحمي لهم حقهم ويحقق التراحم بين الغني والفقير، كما قال تعالى في بيان صفات عباد الله الصالحين: “وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ”. وقال تعالى: “وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً”. لقد أوصى الله بالإحسان، بالوالدين، والأقربين، واليتامى والمحتاجين، والجار القريب منكم والبعيد، والرفيق في السفر وفي الحضر، والمسافر المحتاج، والمماليك من فتيانكم وفتياتكم، إن الله تعالى لا يحب المتكبرين من عباده، المفتخرين على الناس. و للمساكين مكانة مفضلة عند الله لقول النبي صلى الله عليه وسلم :”هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم” رواه البخاري. قال ابن بطال المالكي: أن الضعفاء أشد إخلاصا في الدعاء، وأكثر خشوعا في العبادة، لخلاء قلوبهم عن التعلق بزخرف الدنيا، و كان عبد الله بن عمر رضي الله عنه:” لا يأكل حتى يؤتى بمسكين يأكل معه، وعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه, قال, أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بسبع : بحب المساكين ، وأن أدنو منهم، وأن أنظر إلى من هو أسفل مني، ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأن أصل رحمي وإن جفاني، وأن أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، وأن أتكلم بمر الحق، ولا تأخذني في الله لومة لائم، وأن لا أسأل الناس شيئا ” صححه الألباني.
من موقع وزارة الشؤون الدينية