غالبية الدول الإفريقية لم تعد ضحية لمغالطاته ومناوراته

فشل ترشح المغرب لعضوية مجلس السلم والأمن الإفريقي.. لماذا الخجل؟

فشل ترشح المغرب لعضوية مجلس السلم والأمن الإفريقي.. لماذا الخجل؟

لماذا هذا الخجل اللافت ولماذا هذا التعتيم المشين على حقيقة يعرفها القاصي والداني!؟ المغرب كان مترشحا لعضوية مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي، وتلقى صفعة مدوية من قبل الجزائر!

لقد أصبح موضوع الرشاوى المغربية الحديث الرئيسي في أروقة الاتحاد الإفريقي هذه الأيام.. وأصبح الكثير من ممثلي الدول الأعضاء لا يتردّدون في الإعراب عن ازدرائهم واشمئزازهم من هذه الممارسة ونعتها بأقبح النعوت. فلم يعد للمغرب كغيره من الدول في المنظمة القارية ملفات سياسية يدافع عنها أو تطلعات مشروعة يرافع من أجلها ولا أهداف دبلوماسية محترمة يعمل على جلب الاهتمام بها لم يعد له شيء من هذا القبيل وبات همّه الوحيد، دون أي نتيجة أو أدنى جدوى، عرقلة جهود الجزائر والطعن في مساعيها ومبادراتها التي تصبّ في خدمة العمل الإفريقي المشترك. نعم، بات هاجس المغرب الوحيد في المنظمة القارية، كبح المكانة القوية للجزائر في حضنها الإفريقي والقيام بالمحاولة اليائسة تلو المحاولة اليائسة لمنع الجزائر من تولي المناصب القيادية في الاتحاد الإفريقي، فضلا عن زرع الانقسامات في الصف الإفريقي الموحّد، وهي المحاولات التي لم يجن منها المغرب سوى الانتكاسة تلو الانتكاسة. مجمل القول في هذا الموضوع، أن غالبية الدول الإفريقية لم تعد ضحية لمغالطات المغرب ومناوراته المفضوحة، وصار صفّ الموالين له والمنخرطين في مغامراته يسجّل الانشقاقات المتتالية ونفورا تتوسع رقعته على وجه غير مسبوق الأيام بيننا والغد لناظره قريب.

دريس. م