فشل الاختراق والتمييع المخزني لقمة مابوتو يعيد الدبلوماسية المغربية إلى حجمها الطبيعي…إفريقيــــــا “تـــؤدب” الربــــــاط

elmaouid

الجزائر- أعادت “الصفعة” الأخيرة التي وجهها الاتحاد الإفريقي إلى المخزن في قمة مابوتو  الديبلوماسية المغربية إلى حجمها الحقيقي، وهي الصفعة التي مثلت جوابا ليس فقط على طموحات المغرب في دخولها للكتلة

القارية لكن للرأي العام القاري والدولي وكذا المغاربي حول السقف “الرسمي” الذي لا يعبث به الاتحاد عندما يتعلق الامر بتشويش مستعمر على تمثيل مستعمرة مدرجة في مسار التسوية والتصفية.

بحضور وفود الدول الإفريقية كلها و سفراء الدول الأوروبية، والمنظمات والهيئات الأممية والدولية المهتمة بشؤون الشراكة والاقتصاد بين القارة الأفريقية واليابان، عرت قمة مابوتو اللعبة “الاستعراضية” التي داومت الرباط على لعبها بمسمى “العمق الإفريقي” للدبلوماسية المغربية والدعم الإفريقي لبقائها في الاراضي الصحراوية و لمقترح الحكم الذاتي الموسع، لقطات وإن كانت عدسة الكاميرات الهاتفية التي صورت “البهدلة” التي تسبب فيها الوفد المغربي الذي ما وطئت قدمه عضوية الاتحاد الافريقي حتى شرع في محاولة فرض منطقه “الاستعماري” على حساب الاجندات المستعجلة في تنمية إفريقيا وبعث طموحاتها الاقتصادية، وتبرز حقيقة “الأنانية” المغربية في الوصل الاقتصادي والديبلوماسي الذي تتسول به في أرجاء القارة، وليس للمغرب من ذلك إلا “تصفية حسابات” مغاربية أرادت أن تلحق زمنها بالاتحاد الافريقي الذي يعرف “أضلاعه” من كينيا محور الجزائر، نيجيريا وجنوب إفريقيا وهي الحسابات التي غابت عن “طربوش” الرباط الذي يريد أن يكون على رأس كل جيرانه واليوم يود أن يفرض منطقه حتى على الاتحاد الافريقي.

وفي تفاصيل الحدث، كان من المقرر أن يتم عقد الاجتماع على مستووين، الأول يوم 23 على مستوى السفراء، والثاني يومي 24 و 25 على مستوى وزراء الخارجية، لكن الوفد الياباني والمغربي حاولا منع وفد الجمهورية الصحراوية، المكون من وزير الخارجية، محمد ولد السالك، والسفير الصحراوي في الموزمبيق، ودادي ولد الشيخ الهيبة، والسفير الصحراوي بالاتحاد الأفريقي، لمن أبا علي،  من الدخول لقاعة الاجتماع، معترضين الطريق أمام بعض الوفود الأفريقية الأخرى. وحاولت اليابان التأثير على الوفود الإفريقية والاتحاد الإفريقي بأن تحضر الاجتماع دون حضور وفد الجمهورية الصحراوية، لكن قيادة الاتحاد الأفريقي، إضافة إلى رئاسة المؤتمر نفسها المكونة من الموزمبيق، وأوغندا، والجزائر وغينيا، ونائب رئيس المفوضية الأفريقية، رفضوا رفضا قاطعا أية شروط من الطرف الياباني، مؤكدين أن من حق جميع البلدان الأعضاء دون استثناء حضور أي اجتماع إفريقي بغض النظر عن موضوعه، وبغض النظر عن طبيعته مادام يخص الاتحاد الأفريقي.

وتضيف التفاصيل أن الوفد المغربي، بما في ذلك وزير الخارجية المغربي بوريطة، وبعض أعضاء الوفد الياباني تجرأوا على الوقوف حراسا على بوابة القاعة لمنع الوفد الصحراوي، وبعض المشاركين الآخرين في الاجتماع، ما استدعى حضور وزير الخارجية الموزمبيقي بنفسه لمحاولة إقناعهم بالعدول عن هذا التصرف الصبياني،ما جعله يطلب من الوفد الصحراوي مرافقته شخصيا للدخول من باب ثان إلى القاعة بكل احترام، في حين قامت السلطات الموزمبيقية مباشرة بعد ذلك بإرسال عناصر رجال الأمن لإزاحة جميع الأشخاص الذين يعرقلون الباب في منظر مخز، حيث تم جر اليابانيين الذين كانوا يعرقلون الباب بالقوة والإهانة أمام الجميع بعيدا عن القاعة، في حين تم دفع وطرد عناصر الوفد المغربي الذي كان أيضا يساهم في عرقلة الباب، حيث تم إرغام المغرب واليابان معا على القبول صاغرين بحضور الوفد الصحراوي، بل إن الوزير الموزمبيقي وإمعانا في التأكيد على الموقف الأفريقي الموحد  قام بنفسه بأخذ يافطة الجمهورية الصحراوية، ونقلها إلى كرسي في الصف الأول مقابل رئاسة المؤتمر، حتى يتسنى للرئاسة بمن فيها ممثل اليابان مقابلة الوفد الصحراوي وجها لوجه. واضطر الوفد المغربي للدخول إلى القاعة، ثم خرج ربما بحثا عن التشاور مع الرباط قبل أن يعود مرة أخرى صاغرا.