طالبت النائب الأوروبي ماريون مارشال وهي ابنة شقيقة مارين لوبان، وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو بتقديم استقالته، وذلك عقب القرار الأخير للجزائر بطرد 12 موظفا دبلوماسيا فرنسيا من أراضيها ووصفت هذا القرار بأنه ضربة قاضية للدبلوماسية الفرنسية، وفشل ذريع في إدارة العلاقات الفرنسية مع الجزائر والتي شهدت توترا غير مسبوق في الآونة الأخيرة. وقالت مارشال، أنه بعد الإذلال الذي تعرضت له فرنسا في إفريقيا، طرد الدبلوماسيين من السفارة الفرنسية في الجزائر يعد ضربة قاضية للدبلوماسية في عهد جان نويل بارو، بعد هذا الفشل، عليه أن يستقيل فورًا هذه التصريحات تبرز حجم الغضب داخل الأوساط السياسية الفرنسية إزاء ما يعتبر إخفاقًا دبلوماسيا فاضحا. في سياق الأزمة، كان طرد الجزائر لعدد من الدبلوماسيين الفرنسيين ردًا على توقيف السلطات الفرنسية موظفين من البعثة الدبلوماسية الجزائرية، بمثابة تصعيد غير مسبوق في العلاقات بين البلدين هذا القرار جاء في وقت حساس للغاية، حيث كانت العلاقات بين فرنسا والجزائر تشهد توترات بسبب قضايا سياسية وقضائية كانت تثير غضب في كلا البلدين وفيما حاول وزير الخارجية الفرنسي الدفاع عن سياسة بلاده، تأتي دعوة مارشال لاستقالته لتكشف عمق الأزمة التي تعصف بالديبلوماسية الفرنسية. وتأتي المطالبة باستقالة بارو، بعد سلسلة من الأزمات المتلاحقة التي تعيشها فرنسا في علاقاتها مع الجزائر، والتي لم تجد حتى الآن طريقًا إلى التسوية وعليه، يبدو أن الموقف الفرنسي يتسم بالعجز أمام القرارات الجزائرية الحازمة، الأمر الذي جعل النائب الأوروبية يتوجه بنداء صارم لاستقالة وزير الخارجية الفرنسي. إضافة إلى ذلك، يطرح هذا الموقف تساؤلات حول قدرة باريس على إدارة علاقتها مع الدول الإفريقية بشكل عام، وخاصة مع الجزائر، التي تعتبر من أبرز القوى في المنطقة. فالتعامل غير الفعّال مع الجزائر لم يؤدِ إلا إلى زيادة التوترات في وقت كانت فيه فرنسا بحاجة إلى إعادة بناء الثقة والاحترام المتبادل مع جيرانها في القارة السمراء. كما يبدو أن المشهد الدبلوماسي الفرنسي في الوقت الراهن أصبح أكثر من مجرد أزمة، بل تحول إلى أزمة ثقة تحتاج إلى حلول فورية على مستوى القيادة. وربما تكون استقالة بارو، بداية ضرورية لتغيير دفة السياسة الخارجية الفرنسية نحو الاستقرار والواقعية، قبل أن تصل الأمور إلى حافة الانهيار الكامل.
محمد.د