ساهمت الفرقة الفنية لجبهة التحرير المجيدة في جمع المال من الحفلات والمسرحيات لتمكين المجاهدين من التزود بالمؤونة والأسلحة، مثلما كان يعمل جيش التحرير الوطني يقاوم ويحقق انتصارات في ميدان الحرب، وقد تم الاتفاق على تأسيس فرقة ثقافية وفنية تضم كتابا وممثلين ومغنين وموسيقيين للتعريف بالقضية والثقافة الجزائرية، وكان ذلك عام 1958، وأسندت قيادة هذه الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني للمسرحي مصطفى كاتب، وقد اجتمع حينها 35 فنانا يمارسون مختلف أنواع الفنون منهم مصطفى التومي ومحمد بوزيدي بتونس، لتنطلق بذلك التدريبات والعروض الفنية، وكان أول عرض فني قدمته فرقة جبهة التحرير الفنية بعنوان “نحو النور” بالمسرح البلدي بتونس في 24 ماي 1958.

وكانت الفرقة المذكورة سالفا تجوب الدول بفنها وثقافتها للتعريف بعدالة القضية الجزائرية، من خلال المشاركة في المهرجانات والتظاهرات الثقافية الدولية.
كما قدمت الفرقة العديد من المسرحيات طيلة مسارها النضالي، وأول عمل مسرحي كان بعنوان “مونسيرا” وكان ذلك في تونس العاصمة ومدن مجاورة.
وضمت الفرقة أسماء فنية بارزة أغلبهم رحلوا عن الحياة منهم الهادي رجب، سيدعلي كويرات، حنيفة.. ومن لازالوا على قيد الحياة أمثال طه العامري ومصطفى سحنون.
طه العامري…. كان مدافعا بقوة عن الهوية الوطنية من خلال أعماله الفنية

يعد عبد الرحمان بسطانجي المعروف في الوسط الفني بطه العامري من أبرز أعضاء الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني، حيث أكد في العديد من المناسبات دور الفنان الجزائري إبان الثورة التحريرية المجيدة ومساهماته في الحفاظ على الهوية الوطنية، ولد طه العامري في 20 أوت 1927 بحي القصبة العتيق، واكتشف في سن العاشرة من عمره ولأول مرة المسرح من خلال متابعته رفقة والده لمسرحية هزلية للمرحوم رشيد القسنطيني، وبعد دراسته انخرط في النضال .
وبعد اندلاع الثورة وبفعل نشاطه النضالي، نجا عام 1956 من متابعات السلطات الاستعمارية، حيث تمكن من مغادرة الجزائر متوجها إلى سويسرا بحجة القيام بفترة تربصية في الميدان المسرحي. والتقى بعدها بالمرحوم مصطفى كاتب حول مشروع إنشاء الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني والانضمام إليها.
وقد حظي الفنان طه العامري بعدة تكريمات خاصة في المناسبات المخلدة لعيدي الثورة والاستقلال.

مصطفى سحنون…. لم يحقق مبتغاه في تأسيس جمعية فرقة جبهة التحرير المجيدة

سبق وأن صرح الفنان وعضو الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني مصطفى سحنون لـ “الموعد اليومي” في العديد من المناسبات، أنه يرغب في إنشاء جمعية الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني، يتم من خلالها جمع الأرشيف الفني لهذه الفرقة والتعريف بها للأجيال القادمة، وقد تقدم بهذا الطلب للسلطات المعنية عدة مرات، لكن دون جدوى…
وكان في كل فرصة تتاح له في مختلف المناسبات في لقاءاته مع المسؤولين، يطرح نفس الطلب، لكن دون جدوى.
وأكد مصطفى سحنون أن إنشاء هذه الجمعية كاد أن يحافظ على الذاكرة الفنية التاريخية ويعرّف الأجيال القادمة بتاريخ الجزائر النضالي في الفن والثقافة.
حاء/ ع
———–
