المؤسسات الجزائرية أصبحت تطور منتجاتها وفقا للمقاييس العالمية
أسدل الستار، نهاية الأسبوع الماضي، على فعاليات الصالون الدولي للصناعات الغذائية “جزاقرو” بقصر المعارض في الجزائر العاصمة، والذي استقطب العديد من الزوار والمهتمين بمجال الفلاحة والصناعة الغذائية.
واعتبر المشاركون في المعرض أنه كان فرصة لإقناع المستهلك الجزائري بالمنتوجات المحلية، وكذا تبادل الخبرات مع الدول الأجنبية الحاضرة في الصالون، ورأوا أن هذه التظاهرة الاقتصادية مكنتهم من التعريف بمنتوجهم بغرض تصديره للخارج، كما أثنى الزوار على جودة ونوعية المنتوجات الوطنية، معبرين عن ارتياحهم لوفرتها في الصالون.
صالون باعث على التنمية المستدامة

يعتبر الصالون الدولي للصناعات الغذائية مبادرة تأتي في إطار جملة الحملات الداعمة لجهود الدولة في سبيل تشجيع المنتوج الوطني، وتحقيق التنمية المستدامة التي تستجيب لتطلعات المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين.
وتجدر الإشارة إلى تسجيل تزايد عدد المؤسسات الجزائرية المشاركة في الصالون الدولي للصناعات الغذائية “جازاقرو” الذي انعقد شهر فيفري المنصرم بالجزائر العاصمة.
وتمت مشاركة حوالي 160 عارضا جزائريا معظمهم صانعو تجهيزات ومنتجون في الصناعات الغذائية، حسب ما ذكره ممثل أحد منظمي الصالون نبيل باي بومزراق خلال ندوة صحفية عقدت بالمناسبة.
وقال مسؤول بالمعرض: “خلال السنوات الخمسة الماضية عرف الصالون زيادة بـ 30 بالمائة في عدد العارضين الوطنيين”، مشيرا إلى تضاعف عدد وقدرات المؤسسات المحلية في فرع الصناعات الغذائية.
أما بخصوص المشاركة الأجنبية، فتمثلت في أكثر من 720 عارضا من 34 دولة تمثل مختلف فروع الصناعات الغذائية.
من جهة أخرى، ومن أجل تسهيل المبادلات وعقد شراكات محتملة خلال انعقاد الصالون وتقديم دعم للمؤسسات الأجنبية الراغبة في التواجد بالجزائر، اقترح المنظمون عدة لقاءات لفائدة العارضين مثل ورشات مخصصة لصناعة الخبز وهذا لتبادل الخبرات وتحقيق الفائدة المرجوة من الصالون.
كما نظمت الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، وهي شريك للصالون، عدة لقاءات أعمال “استثمار وتصدير” على شكل مائدة مستديرة حول مواضيع مختلفة منها التنظيم الجزائري حول الاستثمار والأمن المالي والتعاقدي وكذا الرسوم والحقوق الجمركية عند التصدير، ومن جهتها، عقدت غرفة التجارة والصناعة الجزائرية – الفرنسية لقاء حول الاستثمار بالجزائر من وجهة نظر الشركات الأجنبية.
لقاءات وندوات لدعم مغزى الصالون
كما برمج القائمون على الصالون عقد ندوات تقنية حول التغليف وتثمين الانتاج المحلي، إلى جانب عقد ملتقى لفائدة المستثمرين الجزائريين تحت عنوان: “الصناعة الغذائية، كيف يتم تثمين المصانع”.
وللسنة الثانية على التوالي، عمل “جازاقرو” على تثمين العروض الجديدة بفضل قاعدة بيانات عبر موقعه الإلكتروني.
وذكرت مديرة المعرض أوليفيا ميلان خلال الندوة الصحفية عند اختتام المعرض، أن هذا الموعد يغطي الصناعات الغذائية في جميع مراحله من خلال تثمين المنتج الزراعي إلى غاية عملية تغليفه.
وتعد الصناعة الغذائية إحدى الصناعات الأكثر حركية والأكثر هيكلة بعد المحروقات والمناجم، حسب المسؤولة التي أوضحت أن أهم الفروع التي سيغطيها الصالون هي المشروبات ومشتقات الحليب والعجائن والتغليف والتعبئة.
منتجات تحاكي المقاييس العالمية
وكان وزير التجارة سعيد جلاب قد أكد بالجزائر أن المؤسسات الجزائرية بلغت حاليا مرحلة تطوير منتجاتها، وفقا للمعايير والمقاييس العالمية، ما يعطي دفعا إضافيا للمنتوج الوطني ويعزز تنافسيته في الأسواق الخارجية.
وخلال إشرافه على اختتام فعاليات الصالون الدولي للصناعات الغذائية “جزاقرو 2019” بقصر المعارض بالعاصمة، أوضح السيد جلاب أن الجزائر أصبحت اليوم تزخر بعدد كبير من المؤسسات المبتكرة في شتى المجالات ما يعطي -حسب الوزير- دفعا قويا لتطوير المنتوج المحلي وتعزيز تنافسيته في الأسواق الخارجية خصوصا مع تنامي حركية التصدير خارج المحروقات.
وتابع الوزير يقول إن “المنتوج الجزائري يتمتع اليوم بكل المواصفات، ويستجيب لمختلف المعايير التي تفرضها الأسواق الخارجية، ما يمكنه من احتلال المكانة اللائقة به بين المنتجات المنافسة الأخرى.
كما أكد أنه تم التوقيع على عدة عقود للتصدير إلى موريتانيا وألمانيا والغابون والإمارات العربية المتحدة والعمل متواصل لجعل 2019 سنة للصادرات.
وأشار الوزير إلى أن التدابير المتخذة من أجل تقليص الاستيراد أعطت نتائجها في الميدان، مؤكدا أن البلد تعيش حاليا حركية اقتصادية في جميع الشعب الإنتاجية، بهدف تلبية الطلب الداخلي وتصدير الفائض إلى دول إفريقية وأوروبية وآسيوية.
وكشف السيد جلاب عن الشروع في اتخاذ إجراءات تهدف لتدعيم أكثر للصادرات للدخول الفعلي في مرحلة التواجد المستدام في الأسواق الأجنبية، مشيرا في ذات السياق إلى أن المتعاملين الجزائريين متحمسون لخوض هذه التجربة..
وأكد الوزير أنه سيتم اعطاء دعم أكبر للمتعاملين الاقتصاديين الجزائريين من أجل تصدير المنتوج المحلي بكميات كبيرة نحو الأسواق الأجنبية.
وتابع يقول إنه مع تطوير البنى اللوجستية وتنوع المنتوج الوطني يستدعي فقط بذل المزيد من الجهود لكي تتموقع الجزائر بصفة نهائية ودائمة في السوق الدولي.
كما أوضح أن دائرته الوزارية بصدد إرساء ثقافة تصدير فعلية، من خلال وضع الآليات المحفزة لذلك، والتي ستعطي نتائجها -حسب الوزير- خلال السنوات الثلاثة القادمة.
وكان الوزير خلال زيارته لمختلف أجنحة الصالون الذي يشهد تنوعا كبيرا في المنتوج المحلي، أكد الوزير أن العمل جار حاليا لتنمية الولايات الحدودية، بغية خلق نشاط تجاري و صناعي، ما يسهل عملية إدماج الجزائر في السوق الإفريقي، مشيرا إلى أن قاعدة لوجستية في كل من تندوف وعين قزام ودبداب (حدود ليبيا) قيد الانجاز لبلوغ الأهداف المسطرة.
“أسيهار” الموعد التجاري القادم
من جهة أخرى، أفاد الوزير أنه سيتم تنظيم تظاهرة “اسيهار” في 10 مارس الجاري، بحضور متعاملين ماليين
ونيجيريين إلى جانب نظرائهم الجزائريين ليكون بمثابة فضاء تجاري ما بين البلدان الثلاثة وفرصة لاستحداث المزيد من الشراكات.
لمياء. ب