تعرف عملية تدوير النحاس بعنابة هذه الأيام إقبالا واسعا من طرف المقبلات على الزواج وحتى المتزوجات وربات البيوت، حيث وجدن ضالتهن في البحث عن أواني قديمة يتم شرائها من عند الأهالي أو استغلالها من طرف الأمهات اللواتي يحتفظن بها لأنها تحتوي على رائحة الأصالة، حيث تحول هذه الأواني القديمة إلى دكان قديم يستغل فيه النحاس بعد تدويره من طرف مختصين في النقش عليه والذي يحول إلى قطع جديدة يتم وضعها في جهاز العروسة خاصة منها سينية النحاس التي تعتبر من الاكسسوارات المهمة لدى العائلات العنابية، فهي رمز للحفاظ على الإرث القديم.
كما تعطي ميزة في القعدات مع الضيوف، حيث تزين بالحلويات والقهوة والشاي وغيرها من الأشياء الأخرى التي تزيد من بهاء المكان، وتتنوع سلسلة تزيين السينية من بيت لآخر وذلك حسب نظرة كل امرأة، وباعتبار الأمهات حافظن على هذا الإرث الذي ما يزال حاضرا، نجد المقبلات على الزواج يصطحبن معهن سينية النحاس المنقوشة والمزركشة برسومات وتشكيلات هندسية فريدة من نوعها .
اقبال النساء على النحاس القديم واعادة تدويره هو فرصة لضعيفي الدخل، لأن سوق النحاس قد التهب وقد يصل سعر السينية إلى أكثر من ثلاث ملايين سنتيم، وإذا كانت لها نقوش دقيقة يزيد سعرها.
خلال اقبالنا على الدكان الخاص بتدوير النحاس القريب من الطاسيلي وجدنا طلبيات عديدة على سينية النحاس وحتى بعض القطع الأخرى التي تنوع لونها بين الفضي و الذهبي وذلك كل حسب ذوقه واختياره. وحسب صاحب المحل، فإن هذه الحرفة قد أخذها عن جده وهو يعمل بالتنسيق مع دكان آخر متخصص في النقش على النحاس بمدينة قسنطينة العريقة والمختصة في هذا المجال، فالعارفون بسوق النحاس تجدهم يقبلون على اقتنائه من مكانه الأصلي، وهو قسنطينة لأنها معروفة بنقل هذه الإكسسوارات، وتبقى هذه المهنة قائمة رغم تطور الحياة وظهور قطع أخرى، لكنها تبقى لا تضاهي النحاس في قيمته لدى سكان عنابة .
أنفال. خ