فرحة العيد في زمن كورونا

فرحة العيد في زمن كورونا

المسلمون يحتفلون كل عام بعيد الفطر، وفي هذا العام يقدم عيد الفطر على المسلمين في أجواء مختلفة، بسبب وباء كورونا، وهذا الأمر قد يجعل الكثيرين منهم لا يبتهجون بالعيد، فلا صلاة عيد في المصليات، أو الجوامع أو المساجد، ولا لقاءات ولا تجمعات، خوفًا من انتقال عدوى هذا الوباء، نسأل الله أن يحفظ المسلمين من كل وباء ومكروه. والمسلم يُحسن ظنَّه بالله، ويرجو من الله الكريم أن يكون فيما وقع خير؛ قال الله عز وجل: ” وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ” البقرة: 216، ومحبةً في إدخال السرور على قلوب المسلمين بمناسبة قدوم عيد الفطر، أنقل لهم دُررًا ونفائسَ من كلام الحافظ ابن رجب الله رحمه الله، من كتابه القيم النافع “لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف”، جعلتها في فقرات قصيرة، أسأل الله الكريم أن تكون بلسمًا لمن أحزنه وباءُ كورونا من المسلمين في هذا العيد.

– العيد هو موسم الفرح والسرور، وأفراح المؤمنين وسرورهم في الدنيا إنما هو بمولاهم، إذا فازوا بإكمال طاعته، وحازوا ثواب أعمالهم بوثوقهم بوعده لهم عليها بفضله ومغفرته؛ كما قال تعالى: ” قُل بِفَضلِ اللَّـهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحوا هُوَ خَيرٌ مِمَّا يَجمَعونَ” يونس:58.

– الغافل يفرح بلهوه وهواه، والعاقل يفرح بمولاه.

– ليس العيد لِمَن لبس الجديد، إنما العيد لمن طاعاته تزيد.

– ليس العيد لمن تجمَّل باللباس والركوب، إنما العيد لمن غفرت له الذنوب.

– كل ما في الدنيا يذكِّر بالآخرة، فمواسمها وأعيادها وأفراحها تذكِّر بمواسم الآخرة وأعيادها وأفراحها.

– وأُذكِّر في الختام أن المسلم سيكون ملازمًا لبيته هذا العام الأيامَ التي تلي يوم العيد، فهي فرصة ثمينة أن يغتنمها في صيامِ ستٍّ من شوال، فما أحسن أن توصل الطاعة بطاعة، فمن علامات قبول الطاعة أن يَصِلَها المسلم بطاعة أخرى، فليجاهد المسلم نفسَه، فهي أيام معدودة، في صيامها أجور عظيمة؛ خرَّج الإمام مسلم رحمه الله من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَن صام رمضان، ثم أتبَعه ستًّا من شوال، كان كصيام الدهر”.