في انتظار باقي النتائج 

فرحة “السانكيام” تدخل البيوت الجزائرية.. البراعم يوثقون أولى خطوات النجاح في مسارهم الدراسي

فرحة “السانكيام” تدخل البيوت الجزائرية.. البراعم يوثقون أولى خطوات النجاح في مسارهم الدراسي

عمّت الأفراح وتعالت الزغاريد كأول رد فعل عفوي تصدح به حناجر الأمهات فور ظهور نتائج الامتحانات الرسمية ورؤيتها لملاحظة “ناجح” أمام اسم ابنها أو ابنتها، فبمجرد الإعلان عن نتائج الامتحانات النهائية لمرحلة التعليم الابتدائي والتي تجاوزت نسبتها 80 بالمائة هذه السنة، دخلت الجزائر فيما يشبه الاحتفال الجماعي، حيث لم يخلُ أي حي من الناجحين الذين انطلقوا في توزيع المشروبات على الجيران والأحباب وكلهم فخر بأول شهادة رسمية في مسيرتهم الدراسية.

فور إعلان نتائج “السانكيام” قامت عائلات الناجحين بتوزيع المشروبات على الجيران، وهو سلوك اعتادت عليه العائلات الجزائرية منذ القديم، في انتظار برمجة طريقة الاحتفال التي تكون حسب إمكانيات العائلة وثقافتها أيضا.

تهانٍ ومباركات على مواقع التواصل

بمجرد الإعلان عن نتائج الامتحانات الرسمية للمرحلة الابتدائية، غزت جدران الفضاء الأزرق مناشير تهاني ومباركة للناجحين، ينشر فيها الأولياء أو حتى الأقارب إعلان النجاح يكون أحيانا مرفوقا بالمعدل والملاحظة، لتنهال تعليقات المباركة والإعجاب و تصبح الفرحة جماعية ينقلها الأهل من الواقع إلى المواقع.

ومن الذين قاموا بنشر إعلان نجاح أبنائهم، السيد “منير” الذي قال إنه كان يستغرب أمر الذين يقومون بهذا السلوك معتبرا إياه نوعا من الفخر الذي لا ينبغي أن يكون، حتى جاء اليوم الذي نجحت فيه ابنته وبمعدل ممتاز ليجد نفسه ينشر نجاحها مرفوقا بمعدلها، وكأنه يريد للجميع أن يفرح بنجاح ابنته التي عانت في فترة ما من حياتها من المرض، ففعلت الفرحة به فعلتها وقام بما كان يستهجنه من الآخرين.

“القهوة”.. حفل اللمّة وتشارك الفرحة

تقوم الأمهات بالاحتفال بابنها أو ابنتها عن طريق دعوة الأهل والأحباب لشرب القهوة، ويتم إعداد ما لذ وطاب من أنواع الحلويات وكذا المخبوزات التقليدية التي اعتدنا عليها في أفراحنا كـ “البغرير” و”المسمن” لتلك الحفلة.

وفي هذا السياق، قالت لنا السيدة “حكيمة” التي نجحت ابنتها البكر في امتحان “السانكيام”، إنها ورغم استخفاف البعض بهذه الشهادة إلا أنها فرحت كثيرا بنجاح ابنتها التي اجتازت أول امتحان رسمي لها، وأنها فخورة بابنتها وتحس أنها بنجاحها في هذه الشهادة وانتقالها للمرحلة المتوسطة قد حققت إنجازا حسب عمرها. وأضافت أنها فور إعلان النتائج قامت بتوزيع المشروبات على عائلة زوجها الكبيرة لأنهم يتشاركون نفس الحي، فهم الأهل وهم الجيران ثم قامت بدعوتهم لـ “القهوة” التي حضرتها لتبقى ذكرى راسخة ولبنة أولى للاحتفالات التي تتمنى أن تتوالى في مسيرة ابنتها، وتشاركها الرأي السيدة “رتيبة” التي احتفلت هي الأخرى بنجاح ابنها في “السانكيام” وقالت إنها وزعت المشروبات مرفوقة بـ “البغرير”، أما عن “القهوة” فقالت إنها مضطرة لتنظيمها مرتين نظرا لكثرة الأحباب التي هي متأكدة أنهم ينوون زيارتها والمباركة لها، لذا اختارت أن تدعوهم لتتمكن من الاهتمام والقيام بالواجب معهم.

الهدايا.. عبء على ميزانية الأسرة

تمثل نهاية السنة الدراسية فترة إعلان النتائج المدرسية، خاصة بالنسبة للامتحانات النهائية، وهو ما يعني المباركة والتهاني وتقديم الهدايا التي تشكل عبئا إضافيا يثقل كاهل ميزانية الأسرة المنهكة أصلا من مصاريف الحياة التي التهبت أسعارها، وحول هذا الموضوع قالت السيدة “فريدة” إنها تقوم بجهد كبير من أجل توفير بعض المال للقيام بمهاداة الناجحين، وأضافت أنها تحب كثيرا شراء الهدايا ومشاركة الفرحة لكن الظروف المالية والغلاء الذي ألهب الجيوب جعل الهدايا بمثابة ضرائب وغرامات تخشاها الأسر.

وطرحت بعض السيدات انشغالها عبر صفحات الفايسبوك حول نوعية الهدية التي تُقدم للناجحين في شهادة “السانكيام” سواء للذكور أو الإناث، لتتوالى التعليقات من السيدات بين من تنصح بهدايا تنفع في المسار الدراسي كالقواميس، وبين من تقترح هدايا رمزية  أو مبالغ مالية كل حسب قدرته وكذا درجة قرابته مع عائلة الناجح، كما تستغل بعض الحرفيات المنشور للإعلان عن منتجاتهن المخصصة لهذه المناسبة.

لمياء بن دعاس