ولد رياض في أحضان والديه، ونشأ نشأة صالحة، عطوفا رحيما، طيب القلب بشوشا، وبعد أن أنهى دراسته واشتد عوده، وتوظف، قرر والداه أن يزوجاه ليكمل نصف دينه، فبعد البحث عن شريكة حياته، والإرتباط بها، مضى وقت ورياض يزداد إعجابا برفيقة دربه لما تظهره من محبة وألفة واحترام لزوجها وأهله وأقاربه، لكن أملهما في أن يرزقهما لله بولد لم يتحقق، وبعد رحلة طويلة مع العلاج والفحوصات، والتي تبين في كل مرة أن الزوجة لا يمكنها الإنجاب، ورغم علم رياض بهذا، إلا أن حبه لزوجته منعه من ذلك وكان يخفي على زوجته أنها هي التي لا تنجب، وتشاء الأقدار أن يذهب رياض للحج، وبينما هو يتعبد في بيت الله جاء موعد الفحص الدوري عند الطبيب المعالج، فذهبت الزوجة للفحص وتأجل فحص زوجها لحين عودته سالما، لكن كم كانت الصدمة عنيفة عليها بعد أن أخبرها الطبيب بأنها هي التي لا تنجب وأنه طلب كم من مرة من زوجها الزواج إلا أنه رفض، وبعد عودة الزوج من الحج ومضي وقت، طلبت منه أن يتزوج إلا أنه رفض كعادته، واستسلم لأمر الله فهو الرزاق، يرزق من يشاء إناثا وذكورا، عاشا معا على أن الله حرمهما من نعمة الأولاد، لكن رحمة الله وسعت كل شيء، وتشاء الأقدار، ففي أحد الأيام بينما كانا في رحلة بالسيارة، وإذا بسيارة على متنها شاب وزوجته ومعهما طفلة صغيرة لم تتجاوز الحولين (عامين) تتجاوزهما (السيارة) بسرعة وما هي إلا لحظات وفي لمح البصر تنقلب وتنقلب، توقفا وتوقف من كان في الطريق ليشاهدوا ما حدث، لقد لقيا الاثنان مصرعهما وتعالى صراخ البنت الصغيرة، أسرعت الزوجة واحتضنت الطفلة، وتوجهت بها إلى المستشفى، لكي يتبنيانها كون لا أهل لها ولوالديها، وبقيت الصغيرة منى يتيمة، ازداد عطف الزوجة على منى، وطلبت من رياض أن يقدم طلبا لتبنيها كونها وحيدة وستوضع في الملجأ.
وافق رياض على طلبها وبعد الإجراءت القانونية، استلم رياض وزوجته منى وعادا بها إلى البيت، تمر الأيام ومنى تكبر… وتكبر… وكم كانت الفرحة تغمرهما حين تناديهما ماما بابا فيقبلها رياض وتحضنها زوجته، نشأت وكبرت وتزوجت وأنجبت لهما البنات والبنين.
بقلم: الأستاذ جعنون الميلود/ الوادي