فراغ كبير تركه غياب حسين آيت أحمد…جراح الأفافاس تتعمق بعد سنة من رحيل الدا الحسين

elmaouid

 الجزائر- نخر الصراع  بيت أول حزب معارض في البلاد، جبهة القوى الاشتراكية، وتجلّى ذلك من خلال استقالة النائب عن ولاية البويرة، أحمد بيطاطاش، وإقالة عضو الهيئة الرئاسية، رشيد حاليت، وتهميش بعض المحسوبين عليه، البعض ينظر إلى ما يحدث في “الأفافاس” بسبب الفراغ الكبير الذي تركه تغييب الموت لزعيمه ومؤسسه، حسين آيت أحمد.

مرت، الجمعة، الذكرى الأولى لوفاة الزعيم التاريخي حسين آيت أحمد  والوضع بحزبه لم يعد كسابقه، حيث يؤكد متتبعون للمشهد السياسي في الجزائر أن “الأفافاس” كغيره من التشكيلات السياسية، بات يبحث عن وجود داخل مؤسسات الدولة أكثر من المجتمع إلا أنه بات يعيش انشقاقات واستقالات بعد أقل من سنة على رحيل حسين آيت احمد بعد أن أصدر رشيد حاليت عضو الهيئة الرئاسية للأفافاس الذي تمت تنحيته ضمن مجلس الحزب، بيانا له سماه تجاوزات والانقلاب الذي نفذه ثلاثة أعضاء من الهيئة الرئاسية للأفافاس ضد شخصه بصفته عضوا في الهيئة الرئاسية لجبهة القوى الاشتراكية – في الهيئة المنتخبة من طرف المؤتمر الخامس للحزب في ماي 2013 وذلك من خلال قائمة وحيدة ومغلقة- مشيرا إلى أن الأفافاس بحاجة لحزب وطني وليس لحزب “حلقة رئيسية” أو”حمالة مفاتيح”، كما سماه لخدمة المصالح الشخصية.

رشيد حاليت وفي بيان مطول شرح فيه خلفيات الصراع ومن  وقف معه ومن وقف ضده، ندد بشدة بالقمع الذي قال إنه يطال المناضلين الذين اتخذوا موقفا ضد الانقلاب وفقا لأكبر تقليد عرفه الأفافاس، معتبرا أمر تنحيته بمثابة التصفية غير العادلة، التي استعملت كذلك الممارسات “الستالينية” بحسب وصفه، وتمت إحالة السياسة على العدالة داخل الحزب وذلك منذ أن قامت “هيئة الأمر الواقع” –  الهيئةالموازية- بالسيطرة على الحزب، مؤكدا على أن قرار لجنة الوساطة وتسوية النزاعات الذي اتخذ ضد متّخذ ضد شخصه من طرف الهيئة الموازية عن طريق مرفوض رفضا قاطعا، متحديا بالقول إن قرار لجنة الوساطة وتسوية النزاعات يعتبر ملغى ودون أي أثر سياسي وقانوني.

 ورغم أن الأزمة لم تكن سابقا بالحدة نفسها،  فلطالما شكلت لسنوات أمواج عابرة؛ فحضور آيت أحمد كان له رمزية خاصة فما يقرره الأفافاس من مواقف سياسية لا يخضع لمسيرة رجل بل لتكتيك ومزايا ومكاسب، فكان الحديث آنذاك يدور حول تغير نبرة الخطاب  التي تزامنت واختفاء زعيمه ومؤسسه التاريخي بسبب وضعه الصحي. فتعالت أصوات تنادي  لصناعة حزب جديد يتجاوب مع منطق تأسيس الأحزاب ألا وهو العمل على الوصول إلى السلطة بدل البقاء في المعارضة من أجل المعارضة، وهو ما ترجم دخول الحزب إلى الانتخابات التشريعية الأخيرة وكذلك الانتخابات المحلية، إضافة إلى بداية انخفاض نبرات المعارضة التي تعودنا عليها من أقدم حزب معارض في الجزائر، إلا أن الأزمة سرعان ما خرجت إلى العلن

وعلى الرغم من تعالي أصوات تقول إن ما يعيشه “الأفافاس” اليوم، حدث بكافة الأحزاب دون استثناء، الأمس واليوم وغدا، بما في ذلك “الأفلان”، ومن يحاول تشويه سمعته هم أطراف تبحث عن المناصب والمسؤولية وتغيب عنها القيم السياسية، إلا أن الواقع  يؤكد أن الأزمة تعدت إلى استقالات على رأسها أحمد بيطاطاش الذي قدم استقالته من حزب جبهة القوى الإشتراكية في خطوة مفاجئة بعد يومين من انعقاد المجلس الوطني الذي أقر المشاركة في الانتخابات.