فداك يا فلسطين.. واجبنا نحو إخواننا في فلسطين

فداك يا فلسطين.. واجبنا نحو إخواننا في فلسطين

أولًا: لا بد أن نستبشر خيرًا: ‏فمن البشريات أن من مات منهم فهو شهيد بإذن الله تعالى.

قال تعالى ” إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ” آل عمران: 140. فهؤلاء قد اختارهم الله تعالى للشهادة، نحسبهم كذلك؛ ليحظَوا بالأجور العظيمة، والدرجات العالية التي أعدَّها الله تعالى للشهداء. قال تعالى ” وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ” الحديد: 19.

ثانيًا: بغض اليهود وعداوتهم: قال تعالى ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ” المائدة: 51. وقال تعالى ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ ” الممتحنة: 1.

ثالثًا: الدعاء: ‏وتأمل إلى أثر الدعاء في استجلاب النصر من الله تعالى؛ ففي ليلة غزوة بدر وقف النبي صلى الله عليه وسلم في العريش، واستقبل القبلة، ثم رفع يديه، وجعل يهتف بربه: “اللهم أنْجِزْ لي ما وعدتني، اللهم إنك إن تهلِك هذه العصابة من أهل الإسلام، لا تُعبَدْ في الأرض” فما زال يهتف بربه، مادًّا يديه، مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه من منكبيه، فأتاه أبو بكر فقال: “يا نبي الله، كفاك مناشدتك ربَّك، إنه سيُنجِز لك ما وعدك؛ فأنزل الله تعالى ” إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ” الأنفال: 9.

رابعا: أن نوقن أن العاقبة للمؤمنين، وأن النصر من عند الله تعالى مهما تأخر: فلا ينبغي أن ننظر لهذه الأحداث نظرة تشاؤمية؛ فقد قصَّ الله تعالى علينا في كتابه قصصًا مشابهةً لِما يحدث في غزة، بل أفظع منها: فقال تعالى عن فرعون ” إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ” القصص: 4.