إن المسلمين في شتى بقاع الأرض – بحكم الأخوة التي تجمعهم – ملزمون ومطالبون شرعاً بأن ينصر ويؤازر بعضهم بعضاً، لا سيما حين تدعو لهذا ضرورةٌ من ظلم أو استضعاف، أو اعتداء خارجي، أو نحو هذا. وهذا التناصر والتآزر من أعظم وأهم حقوق الأخوة بين المسلمين، كما أنه من مظاهر الولاء بينهم ومقتضياته كذلك. والواقع أن هناك كثيرين من المسلمين يتعرضون للفتنة والاضطهاد، ويُسامون في كل يوم سوء العذاب، فتنتهك حرماتهم، وتُزهق أرواح الكثيرين منهم، وتهدم بيوتهم، وتصادر ممتلكاتهم، وما يحدث للمسلمين في أرض الإسراء والمعراج، حول أولى القبلتين في فلسطين المسلمة، وقدسها الأسيرة، وأقصاها الذي يعاني تدنيس اليهود لحرمه الشريف؛ لهو أكبر دليل على هذا الواقع الأليم المهين. لقد أعمل اليهود كل أنواع القتل والتنكيل، ومارسوا جميع طرق العدوان وأبشعها ضد المسلمين المظلومين في أرجاء فلسطين الجريحة، والعالم لا يفعل شيئا ليرفع الظلم عن المظلومين، والضرب على يد الظالمين المعتدين. هذا عدا ما يتعرض له جماهير عريضة من المسلمين من ظلم في أماكن أخرى من العالم، مثل كشمير، وبورما، والفلبين وغيرها. إن أولئك المسلمين المقهورين المظلومين لهم على إخوانهم المسلمين القادرين على نصرتهم حقُّ النصرة والنجدة، بكل الوسائل الممكنة، حتى يبرؤوا من محنتهم وينفكوا من أغلال الظلم الذي يكتنفهم، خاصة وأنهم أُسراء مستضعفون، منهم من هو أسير في سجن محدود، ومنهم من جعل الأعداء الظالمون بلاده كلها سجنا له ولإخوانه، كما هو الحال في كثير من مدن وقرى فلسطين المحتلة، حيث حول اليهود تلك البلاد إلى سجون محاطة بالحواجز التي تجعلها معزولة عن بعضها وعن العالم الخارجي، وبما يفرضونه على الخلق هناك من أنظمة منع التجوال شبه الدائم، وما يشبهها. يقول الله عز وجل ” وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ ” الأنفال: 72. وعن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله” رواه أحمد.