فداك يا فلسطين.. لماذا يتعمدون قتل المدنيين ؟

فداك يا فلسطين.. لماذا يتعمدون قتل المدنيين ؟

لا يزال عدد ضحايا الاعتداء على المدنيين في غزة في ارتفاع متواصل، وسيتواصل هذا الارتفاع بعد انتهاء العدوان، عندما تبدأ عملية رفع الأنقاض لتكشف عن مزيد ومزيد من جثث الشهداء، ناهيك عن الوفاة المحتملة لبعض جرحى العدوان البربري على أسِرّة المستشفيات، بسبب إصاباتهم الخطيرة. والمؤكد أن إسرائيل تعي أن الغالبية العظمى من ضحاياها هم مدنيون، وأن غالبيتهم أطفال ونساء وبعضهم من موظفي الأمم المتحدة، كما تدرك أن غالبية المباني التي سوّتها بالأرض هي مساكن يقطنها مدنيون لا ناقة لهم ولا جملَ في القتال الدائر، وأن بعضها مستشفيات ومساجد أو منشآت للأمم المتحدة، وأن بعض السيارات المستهدفة كانت سيارات إسعاف. واقع الأمر أنّ هناك أسبابًا يمكن إيجازها فيما يلي:

أولًا: السعي إلى تعميق فكرة التهجير وهذه فكرة متصلة بتاريخ حركات وعصابات الاستيطان، التي كانت تُمعن في القتل والتشريد بغية تعميق خوف الفلسطينيين على حياتهم، ليهربوا، فيحل مكانهم يهود من مختلف بلدان العالم.

ثانيًا: غرس كراهية المقاومة في نفوس مواطني غزة على اعتبار أنّ المقاومة هي من تتسبب لهم في النكبات، فيقود ذلك إلى الفتنة والاقتتال الداخلي، فلا يصبح القطاع بيئة آمنة للمقاومة، وينزع سكانه فكرة المقاومة من قاموسهم ويقبلون بالأمر الواقع.

ثالثًا: استرداد كرامة إسرائيل كدولة متفوقة ولو عبر ضرب أهداف لا قيمة عسكرية لها، وهي تدرك أنها مكروهة من جميع محيطها كدولة، وأنها تعيش وفق مبادئ شريعة الغاب، فالدولة الصهيونية تدرك أنها شعب شتات لا تمكن حمايته إلا بالطرق والوسائل غير التقليدية، كالمذابح وطرد السكان وتشريد أصحاب الأرض، وأن حقيقتهم أنهم مشروع استعماري استيطاني مدعوم من الغرب لتحقيق مصالحه ومصالحهم.

رابعًا: التغطية على الفشل المحتمل في مواجهة المقاومة فالجيش الإسرائيلي الذي تحول خلال العقود الماضية إلى جيش نظامي يجيد فنون الحرب في الساحات المحدودة وأمام الجيوش النظامية، فقدَ تدريجيًا لياقته في حروب العصابات.

من موقع إسلام ويب