إن أحداث فلسطين الحالية كشفت زَيْفَ وعنصرية شعارات الغرب، وعلى رأسها شعار “حقوق الإنسان”. لا يخفى عليكم ما يمرُّ به إخواننا في فلسطين هذه الأيام، إنهم يعانون من ضرب الطائرات، وأزيز المدافع، مئات البيوت هُدِّمَت، عشرات الأنفس أُزهِقت، كم من نساء أُيِّمت! وكم من أطفال يُتِّمت! إنه ليس من عذرٍ لأحد اليوم يرى مقدَّساته تُنتَهك، ويرى أطفالاً يُقتَّلون، ونساء يُرَمَّلون، وشيوخًا يُعتَقلون، ثم لا ينتصر لإخوانه ولا يحزن لمصابهم. إن الذي ينظر إلى قضيتنا في فلسطين بمنظار القرآن لن يُخْدَع أبدًا؛ فالمولى سبحانه يقول في كتابه ” أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ” البقرة: 100، ويقول أيضًا ” وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ” المائدة: 64. إن مَن يتعامَل مع قضاياه على هدى القرآن فلن يضلَّ أبدًا؛ ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ” المائدة: 51، وقال سبحانه ” وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ” البقرة: 120، وقال أيضًا ” وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ” البقرة: 217. أيها الإخوة المرابِطون في أرض فلسطين المجاهِدة، أرض الشموخ والفداء، وأرض الجهاد والإباء، يا أهلنا في الأرض المباركة، عذرًا إن وجدتم من كثيرٍ من أبناء أمَّتكم التخاذُل والتثاقُل، لكن ثِقُوا أن قلوبنا معكم، والله ناصركم، إن أمل الأمة معقودٌ بعد الله عليكم، فاصبروا وصابِرُوا ورابِطُوا؛ فإن مع العسر يسرًا، إن مع اليسر يسرًا، لا تيئسوا من روح الله، فالنصر قادم بإذن الله تعالى ” وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ” الروم: 47.