فداك يا فلسطين.. فلسطين والقانون الدولي الإنساني

فداك يا فلسطين.. فلسطين والقانون الدولي الإنساني

بدَا واضحًا أن تسويق ما يسمى بالقانون الدولي أو القانون الدولي الإنساني، على أبناء شعبنا في غزة أصبح تجارةً كاسدةً، وأصبح لا يحمل أي أمل أو أي عُنوان للحرية الإنسانية، وللكرامة الإنسانية التي أشار إليها رب العالمين في كتابه الكريم. لا نقول هذا لييأس أبناء شعبنا الصابر المرابط، ولا نقول هذا لكي تضعف العزائم، أو تتراجع النفوس الإيمانية، إنما نقول هذا لبيان الحقيقة أمام كل من كان له قلب، أو ألقى السمع وهو شهيد، نقول ذلك ليكون أبناء شعبنا في فلسطين بكل أطيافهم، وبكل توجهاتهم أمام الحقيقة المرة، التي يمارسها عالَمُ اليوم، نقول ذلك لكي يأخذ أولئك الذين يهرولون نحو الاستعمار بكل مسمَّياته، وبكل قياداته، ومَنْ يهرولون نحوَ الاحتلال يرتمون في ظل مخططاته، التي تستهدف الأرضَ الفلسطينيةَ، وتستهدِف الشعبَ الفلسطينيَّ، وتستهدف تصفية القضية الفلسطينية، رَضُوا بأن يكونوا مع الخوالف، ورضوا بأن يكونوا أتباعًا وذيولًا في مسار القوى الاستعمارية. أمَا آنَ لهم أن يأخذوا درسًا من الواقع، والواقع هو خير درس؟ أما آن لهم أن ينتبهوا إلى تلك الدول، وتلك الشعوب التي تختلف في قومياتها، وفي لغاتها، وانتماءاتها، بل حتى في جغرافية دولها وأرضها، كل تتَّحِد، كلها تجتمع على هدف واحد، أمَّا نحن الذين يجمعنا هذا الدينُ الحنيفُ، عقيدةً وشريعةً ونظامَ حياة، يجمعنا هذا الوطنُ الجغرافيُّ الواحدُ في موقعه ونحن على موقع هامّ من العالَم، أمَا تدفعنا كلُّ هذه الروابط الإيمانية، وكل هذه الوشائج الإنسانية، لنكون أُمَّةً كما أراداها الله، “خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ” آلِ عِمْرَانَ: 110، وقول الله تعالى “وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا” الْبَقَرَةِ: 143. فإننا نود التأكيد بأن الوضع القانوني في فلسطين هو وضعه الإسلامي الذي لا يقبل التغيير ولا التبديل ولا التدخل، ونؤكد للقاصي والداني، بأن المسجد الأقصى المبارك ليس مكانًا لمسرحيات الاحتلال وعدوانه واقتحاماته، بل هو مسجد خالص للمسلمين وحدهم، لا يشاركهم فيه أحدٌ.