فداك يا فلسطين.. حقائق ومفاهيم

فداك يا فلسطين.. حقائق ومفاهيم

حقائق ينبغي أن توضح، ومفاهيم ينبغي أن تصحح، حول الصراع الإسلامي اليهودي الإسرائيلي، على مقدسات المسلمين، وسنوجزها في نقاط:

أولاً: كثيراً منا يطلق مصطلح: “القضية الفلسطينية” تبعاً لوسائل الإعلام، وفي هذا تشويه مقصود، وهو حصر القضية في الشعب الفلسطيني. فتجدك -أيها المسلم- ومع مرور الوقت، وترديد الإعلام لهذا المصطلح أنك قد اقتنعت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أن القضية تهم الفلسطينيين وحدهم. وهذا تشويه مقصود، فالقضية إسلامية، والقدس غير خاص للفلسطينيين، كما أن الكعبة غير خاصة لسكان الجزيرة، فالأماكن المقدسة هي للمسلمين جميعاً، وقضية القدس قضية إسلامية، وما هذا المصطلح إلا أثر من آثار تمزيق الأمة إلى دويلات.

ثانياً: ومثله مصطلح: “الانتفاضة”، وهذا أيضاً مصطلح مقصود نشره، وقد تقبله عدد من المسلمين أيضاً تبعاً لوسائل الإعلام، وفي هذا تغييب للفظ الشرعي، وهو الجهاد في سبيل الله، وكلمة الجهاد لا يرادف لفظة الانتفاضة لا لغةً ولا شرعاً.

ثالثا: كم عدد الآيات في كتاب الله التي تتحدث عن اليهود في مقابل الآيات التي تتحدث عن النصارى؟! الفرق كبير. ماذا كان شعور المسلم الذي عاش في القرن السادس أو السابع أو حتى الثامن الهجري، وكان يشاهد غزوات الصليبيين النصارى تأتي الواحدة تلو الأخرى، حتى بلغت نحو عشر حملات صليبية، في الوقت الذي لم يكن لليهود وجود يذكر، وليست لهم دولة في العالم، كان المسلم يجد هذا الحشد الهائل من الآيات في شأن اليهود، في حين أن النصارى الذين كان المسلمون يعانون منهم في ذلك الوقت لا يوجد هذا التفصيل في شأنهم، فما هو السر في ذلك؟. الجواب والله أعلم: أن القرآن لم ينـزل لعصر معين، وإنما نزل لجميع العصور، وفي هذا إشارة ربانية عظيمة إلى أن الحرب والصراع مع اليهود صراع أزلي، وأن اليهود هم أشد الأعداء لهذه الأمة، كما قال سبحانه وتعالى “لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ” المائدة: 82. فاليهود أشد عداوة من النصارى ومن المشركين، ومن جميع أمم الأرض..