إن قلوب المسلمين وأنظارهم في مشارق الأرض ومغاربها متوجهة هذه الأيام صوب أرض شريفة ومسجد مبارك، قد بورك وما حوله من الأراضي والديار، ترقب أحداث معركة غير متكافئة في العدة والعتاد.. معركة بين فريقين؛ أولهما: القوم المغضوب عليهم الملعونون على لسان الرسل والأنبياء، قوم تفنن آباؤهم وأجدادهم في قتل الأنبياء والمصلحين، عرفوا على مر التاريخ بالإفساد والتخريب ونقض العهود، وصفهم ربهم تعالى وذكر بعض افتراءاتهم قائلاً في محكم كتابه “وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبّكَ طُغْيَـاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَلْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَـامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِى الأرْضِ فَسَاداً وَللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ” المائدة:64، فهم اليهود، حفنة من البشر وشذاذ من البلدان تجمعوا في أرض فلسطين المباركة بقدر من الله تعالى وحكمة، ومن ورائهم قوى من نصارى ووثنيين وزودتهم بكل سلاح فتاك يضمن لهذه الشرذمة التفوق العسكري، وحمت هذه الدويلة الشاذة بالقرارات اللازمة من المجامع والمجالس الدولية، وقد تناوب حكام هذه الدويلة النشاز على الفتك بالمسلمين في فلسطين وسلب حقوقهم ومصادرة ممتلكاتهم، فكم قتيل أسقطوه، وكم مخيم للاجئين قد اجتاحوه وعاثوا في الأرض فساداً فلم يسلم من شرهم طفل ولا رضيع فضلاً عن العجوز والمريض. أما الفريق الثاني: ويا للعجب ويا للحسرة فهم أطفال في عمر المراهقة وشباب غض لم يخط الشعر في وجوههم، سلاحهم الحجر، لا رشاش معهم ولا قنابل ولا مدرعات، يشتكون من قلة الناصر والمعين، وأول من خذلهم أبناء جلدتهم الذين يساومون بقضيتهم ويقدمونهم قرابين تثبت ولاءهم للشرق والغرب ،ومع هذا استطاع هذا الفريق الأعزل الضعيف الخالي الوفاض من السلاح الرادع، استطاع أن يبعث الرعب في صفوف اليهود ويزلزل أركانهم، فأصبحوا في قلق وحيرة أمام هذه الجموع الصاخبة التي تنادي بعودة الأقصى إلى حوزة المسلمين.