فداك يا فلسطين.. المؤامرة على فلسطين

فداك يا فلسطين.. المؤامرة على فلسطين

لقد اتفق عليها العدو والصديق، والقريب والبعيد، والمجاور والمباعد، وهذه أول مرة يجتمع كل هؤلاء ليرسموا خارطةً خبيثة للقضاء على كل صور المقاومة هناك، وقطع جميع خطوط الإمداد للانتفاضة المباركة سواء المادي منها أو المعنوي. إن ما يعيشه الفلسطينيون هذه الأيام من أوضاع مأساوية، وما نكأته الأحداث الأخيرة من جراحات دموية، لا يسع الغيورين على أحوال أمتهم السكوتُ عليها، والتغاضي عنها، ولله الأمر من قبل ومن بعد. لم يُبرز التاريخ قضيةً تجلّت فيها ثوابتُنا الشرعية، وحقوقنا التاريخية، وأمجادنا الحضارية، كما برزت فيها الأحقاد الدولية، وظهرت فيها المتناقضات العالمية، وانكشف فيها حرب المصطلحات، وتعرّى فيها بريق الشعارات، وسقط القناع عن التلاعب فيها بالوثائق والقرارات كقضية المسلمين الأولى، قضية فلسطين المسلمة المجاهدة الصامدة، والقدس المقدسة، والأقصى المبارك، حيث تشابكت حلقات الكيد في سلاسل المؤامرة، لتمثل منظومةً من العداء المعلن، والكره المبطّن في تآمر رهيب من القوى العالمية، ماذا يؤكدّ قرآننا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم؟ ماذا تقرّر عقيدتنا؟ ماذا يدوِّن تاريخنا عن القضية وأطرافها؟ مما يؤكد بجلاء أن الصراع بيننا وبين اليهود صراع عقيدة وهوية ووجود، ألم نقرأ قول الحق تبارك وتعالى “لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ” المائدة: 82. وقوله سبحانه ” وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ” البقرة: 120. هؤلاء هم اليهود، سلسلةٌ متصلة من اللؤم والمكر والعناد، والبغي والشر والفساد “وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ” المائدة: 64. كل ذلك يحدث على مسمع من العالم ومرأى، وكأن المسلمين لا بواكي لهم، أين العالم بهيئاته ومنظماته؟ أين مجلس أمنهم وهيئة أممهم؟ أين هم من بكاء الثكالى، وصراخ اليتامى، وأنين الأرامل، واغتصاب الأرض، وتدنيس العرض؟. أين شعارات ومنظمات حقوق الإنسان الزائفة؟ ماذا يردّ الضمير العالمي؟ وأين هي المقاطعات السياسية والاقتصادية على مجرمي الحرب والمستهترين بالأعراف الدولية والقرارات العالمية؟.