القدس بوصلتها الصادقة، وبوصلتها التي لا تحيد عن الحق، هي العنوان، وهي التاريخ، وهي البرهان على قوة المسلمين أو ضعفهم، اقرؤوا التاريخ، قِفُوا على كل المواقف المشرِّفة، مواقف العطاء والفداء، تجدوا أن عزة القدس مع عزة المسلمين، وتجدوا أن ضياع القدس أو هوان القدس في هوان وتفرُّق المسلمين وهوانهم، فهي بوصلة صادقة، بوصلة ربانية، بوصلة تكشف صلب الحق والإيمان، وتُميِّزه عن صلب النفاق والتردد والطغيان، إنه البوصلة الأمينة الصادقة، التي مَنْ عَمِلَ بموجبها وباتجاهها فهو المؤمن الصادق، والمسلم الذي قال: “حسبي الله ونعم الوكيل”، بوصلة الرجال الذين منهم مَنْ قضى نحبَه، ومنهم مَنْ ينتظر ما بدَّلوا تبديلًا، بوصلة الصادقين دائمًا، وفي هذا المقام وفي موقف التميز والتمايز لا بد من تقرير حقيقة واقعة ومُشاهَدة؛ فمن كانت بوصلته باتجاه القدس ومقدساتها، وحماية أرضها وحماية شعبها فهي البوصلة الصادقة، بوصلة العز، بوصلة الإيمان، بوصلة الخير في قلب كل من اصطفاه الله للخير وفعله. وأيُّ بوصلةٍ تنحرف عن القدس، أو تتجه إلى غير القدس كنا نقول عنها في زمن صادق: “لعل الذين انحرفوا بها وجعلوها مشبوهةً أن يعودوا إلى الحق والصواب، فكنا نُوصِّفها ونَصِفُها بأنها بوصلة مشبوهة، واليوم نقول وبأعلى الصوت: إن كل بوصلة لا تتجه إلى القدس، ولا تتوجه للقدس فهي بوصلة خائنة، بوصلة تحابي الأعداء، بوصلة تتولى الأعداء، والله يقول “وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ” الْمَائِدَةِ: 51. يقول رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم “وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله، ولا يحقره، كل التقوى هاهنا، ويشير إلى صدره الشريف، بحسب امرئ من الشر أن يَحقِرَ أخاه المسلمَ، كلُّ المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه” رواه مسلم.