إن الفجر سيشرق، والحق سيعلو، والباطل سيزهق، فمن المحال دوام الحال، والأيام دول، والدهر قلب، والليالي حبلى، ومن ساعة لساعة فرج، يبدل الله من حال إلى حال، وأنتم ترون اليوم زيف الحضارات، والمؤسَّسات، والهيئات الدوليَّة، وما يُسمَّى زورًا بالإنسانية، تسترخص الدماء، تتسلط على الضعفاء والأبرياء، ولسان حالها: من أشد منا قوة؟! يا ويل من نزعت من قلوبهم الرحمة، فأذلوا العباد ودمروا البلاد، وعاثوا في الأرض فسادًا، تذكَّرُوا كيف كانت نهاية الظالمين، وخاتمة الباغين، نعم تذكَّرُوا، تذكَّرُوا حكم الله في المعاندين، في الظالمين، في المعتدين؛ أتبعهم الله في هذه الدنيا لعنة، “وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ” هُودٍ: 99، “وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ” هُودٍ: 83، فاستبشروا بالله خيرًا، وأملوا فإن الأمل بالله حبل لا ينقطع، اللهُمَّ جدد فيها روح التفاؤل والأمل. ومع هذا الظلم الذي نعيشه فقد جعل الله للظالم والمظلوم يومًا، واعلم أن الله سيقيم عدله ويعطي كل ذي حق حقه، فينتصر للمظلوم ويقتص من الظالم؛ “وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا” الْكَهْفِ: 49، فمهما غرتهم سلطتهم وسطوتهم فهم إلى زوال؛ “وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ” الْبَقَرَةِ: 165، والله يقول “وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا” طه: 111، تفاءل واستبشر خيرًا، فإن نالوا من أجسادنا وممتلكاتنا، فلن ندع لهم فرصة النيل من عقيدتنا وشريعتنا، فأكبر نصر يحققونه هو تحطيم أنفسنا، والشعور باليأس، فبالإحباط وباليأس وبالقنوط، نستكين ونخضع ونذل وننهار أمام الأحداث؛ فعلينا إذن بالصبر والتحمل، والدعاء لله سبحانه وتعالى، والرسول يبشرنا صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام “بشر هذه الأمة بالتيسير والسناء والرفعة في الدين والتمكين في البلاد والنصر فمن عمل منهم عملًا بعمل الآخرة للدنيا فليس له في الآخرة من نصيب”. يقول الله تعالى “ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ” غَافِرٍ: 60]، ويقول “أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ” النَّمْلِ: 62.