فداك يا فلسطين.. أين العدل ؟

فداك يا فلسطين.. أين العدل ؟

لقد أَنِفَت المقاومة في فلسطين الذلَّ، وطال عليها أَمَدُ الصلح، فأَبَتْ إلاَّ أن تُلَقِّن عدوَّها درسًا من دروس الإباء؛ ليدرك العدو والعالم من خلفه أن دماء الشهداء وأنين المصابين والجرحى لن يذهب سدًى، فكان الوهم المتبدِّد من تلك الرسائل، والقادم أكثر – بإذن الله تعالى – وما ذلك على الله بعزيز. إنَّ تلك العمليات العسكرية التي تقوم بها المقاومة أسقطت أوهامًا إسرائيلية، وبدَّدت معادلات دولية، كادت أن تسجَّل من مسلَّمات المرحلة وقوانينها التي لا مفرَّ منها: وأوَّلها: السقوط المدوِّي لنظرية الجيش الذي لا يُقهَر، والمخابرات التي لا تنام، التي سيطرت على عقول فئةٍ كبيرة من الناس لفترة طويلة من الزمن، وجعلتهم يتوجَّسون من أيٍّ فعل مقاوِم. وثانيها: فشل الرهان على سياسة التجويع والحصار في تركيع الشعب الفلسطيني، والحدِّ من مقاومته. لقد كانت هذه العمليات البطولية رسالةً لكل العالم مفادها: أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم لاستفراد الجيش الصهيوني بنسائه وأطفاله وقادته تحت أنظار العالم العاجز عن التدخُّل لمقاومته. وليس العجب أن يفعل اليهود هذه الأفعال، وأن يَردُّوا بمثل هذه الجرائم والخصال، فكم من العهود نقضوا! وكم من المواثيق جحدوا! وكم من الجرائم والقبائح قد ارتكبوا! ولكن العجب الذي لا ينقضي هو من موقف العالم أجمع تجاه ما يحدث في تلك البقاع الطاهرة! إن اليهود لم يُسأَلوا عن جريمةٍ ارتكبوها، ولم يُعاتَبوا على معاهدةٍ نقضوها، ولم تُحجَب عنهم مساعدة طلبوها، لا يوجَّه إليهم لومٌ في جُرْمٍ اقترفوه، ولم يتأخَّر عنهم مددٌ سألوه، فأين حقوق الإنسان من شعبٍ يعيش منذ سبعين عامًا في الملاجئ والمخيَّمات، والملايين منه يعيشون في التشريد والشَّتَات؟! أين العدل؟! وأين الإنصاف؟! أين العالم بهيئاته؟! وأين المجتمع بمنظَّماته؟!.