فداك يا فلسطين.. أعظم أسباب النصر

فداك يا فلسطين.. أعظم أسباب النصر

لا يزال الصراع بين الحق والباطل، وبين الإيمان والكفر قائماً ومستمرًا حتى يرث الله الأرض ومن عليها، ولا يزال أهل الكفر يمكرون ويكيدون للإسلام وأهله فيقتلون، ويعيثون فسادًا في بلاد المسلمين، جرائم وجراحات تُدمي القلوب، وتدمع لها العيون، وتتفطر لها الأكباد، فالآلام متجددة وأفعال المعتدين في بلاد المسلمين متعددة وفي فلسطين ، اجتمعوا على اختلافهم مللهم ضد أهل الإسلام؛ “وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ” البروج: 8. لكن أهل الإيمان بربهم مستيقنون، وبصدق وعده مؤمنون، فنصره قريب لهم بعد أن تمضِيَ فيهم سُنَّةُ الابتِلاء بالتمحيص، كما مضَت فيمن سبقَهم من الأُمم؛ “أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ” البقرة: 214. النصر قريب وهو من عند الله وحده، يؤيد به من يشاء؛ “وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ” آل عمران: 126، “وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ” آل عمران: 13.

النصر له أسبابه الشرعية التي متى ما أخذ بها المسلمون تنزل عليهم؛ “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” الأنفال: 45-44. الاستغاثة بالله أعظم وأقوى عوامل النصر، فهو القوي القادر على نصر أوليائه، إلا إن بعض المسلمين بذلوا الأسباب المادية، ونسوا أو تناسوا السبب الأكثر أهمية منها، وهو صدق الدعاء والتضرع، فمن حكم الله الظاهرة في إنزال المحن والبلاء أن يتضرع إليه العباد، ويلجؤوا إليه كما قال تعالى “فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” الأنعام: 43، “وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ” المؤمنون: 76. وقد كان للدعاء أثرٌ بالغٌ في تثبيت المؤمنين وإحراز النصر في مواطن كثيرة، قال تعالى واصفًا حال المؤمنين يوم بدر: “إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ” الأنفال: 9.