أي سلام بعد آلاف القتلى من الأطفال والنساء الفلسطينيين بلا ذنب؟ أي سلام بعد عشرات الآلاف من الجرحى، وكثير منهم معاق طوال حياته؟ أي سلام بعد هدم بيوت المسلمين فوق أهلها؟ أي سلام وسجونهم مكتظة من الرجال والنساء وحتى الأطفال؟ أي سلام وهم يتوغلون في مدننا ومخيماتنا ويدنسون مقدساتنا؟. يا أمة الإسلام، إذا اتقينا الله واتبعنا القرآن وأخذنا بأسباب النصر فسيجعل الله لنا مخرجا، وسينصرنا على أعدائنا، ومن أعظم أسباب النصر: تحقيق الإيمان وتقوى الله والتوحد وترك التنازع والتفرق وإعداد ما نستطيع من العدة والتضحية بالأموال والأنفس وغير ذلك من أسباب النصر التي بينها الله في كتابه الكريم. وإن من أعظم أسباب نصر الله لنا أن ننصر دينه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قال الله عز وجل ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ” محمد: 7.
وإن الله ناصر دينه وعباده المؤمنين، كما قال تبارك وتعالى ” كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ”، وقال ” إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ” غافر: 51، وقال الله ومن أصدق من الله قيلا “قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ” ، وقال سبحانه ” إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ” الأنفال: 36. فالمستقبل للإسلام ولو كره الكافرون، فعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “بشِّر هذه الأمة بالسَّناء، والنصر، والتمكين، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا، لم يكن له في الآخرة نصيب” أخرجه أحمد وصححه الألباني. وإن الله قادر على نصر المسلمين بلا جهاد ولا عمل بالأسباب كما قال الله تعالى ” ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ ” محمد: 4، ولكن جعل الله بحكمته للنصر أسبابا، وأمر المسلمين أن يعملوا بها لينصرهم، فقد جعل الله لكل شيء سببا ” وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ”.