وإنَّ من الواجبِ على أهل التوحيد والإيمان، الآملينَ في تأييد القويِّ المنَّانِ، أن يَتدَرَّعُوا بأسبابِ النصرِ والعزَّةِ والتمكينِ؛ ويأخذوا بها في كل مكانٍ وآنٍ وحِينٍ. وإنَّ من فضل الله سبحانه على عباده المؤمنين، أنَّه دلَّهم وأرشَدَهم إلى هذه الأسباب، وبيَّنَها في الكتاب الكريم، والسُّنَّة النبويَّة المطهَّرة. ويأتي في مقدمة هذه الأسباب:
– التوحيد والإخلاص: فإنَّهما أعظمُ ما أمَر اللهُ به؛ فالتوحيد والإخلاص في العمل من أعظم أسباب النصر؛ “وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ” الْبَيِّنَةِ: 5، في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: سُئِلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن الرجلِ يقاتِل شجاعةً، ويقاتِل حَمِيَّةً، ويقاتِل رياءً، أيُّ ذلك في سبيل الله؟ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم” مَنْ قاتَل لتكونَ كلمةُ اللهِ هي العليا؛ فهو في سبيل الله”.
– الإيمان والعمل الصالح، يقول سبحانه “وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ” الرُّومِ: 47، ويقول عز وجل “إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ” غَافِرٍ: 51، ويقول جل وعلا: “إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا” الْحَجِّ: 38.
– نُصرةُ دينِ الله؛ “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ” مُحَمَّدٍ: 7، فمِنْ أعظمِ أسبابِ النصرِ إقامةُ دينِ اللهِ، والدعوةُ إلى اللهِ، والأمرُ بالمعروفِ، والنهيُ عن المنكرِ، ونصرُ المستضعَفينَ في الأرضِ.
– اجتماع الكلمة، ووحدة الصف على الحق، وإصلاح ذات البين، وعدم التنازع والتفرُّق والشقاق، قال تعالى: “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا” آلِ عِمْرَانَ: 103، ويقول سبحانه ” وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ” الْأَنْفَالِ: 46.
– الدعاء الدعاء؛ فإنَّ من حقِّ إخوانكم في الأرض المقدَّسة عليكم نصرتُهم بالتضرُّع إلى الله، والدعاء والإلحاح عليه، والتذللِ بينَ يديه سبحانه، وسؤالِه عاجلَ النصر والثبات والتمكين.