إن فرح الناس بقرب فتح المساجد دليل على وجود الخير في أمة محمد صلى الله عليه وسلم لأنه فرح بالطاعات وتسابق في فعل الخيرات. قال تعالى: “قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَ_لِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ”، ولكن علينا الأخذ بالحذر والحيطة، فهو القائل سبحانه “يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم”، ويتمثل ذلك في أخذ كل الاحتياطات المطلوبة والالتزام بذلك في المساجد أو خارجها وترك اللامبالاة جانبا، فأنت الآن مسؤول عن صحتك وأسرتك أمام الله تعالى، وليس بعيب إن وجد شخص ما به وعكة صحية فاعتزل المسجد وصلى في بيته خوفا على ضرر الآخرين منه بحسب قاعدة “لا ضرر ولا ضرار”، فهو بهذا العمل يتقرب إلى الله أكثر ولا يمكن أن يمنعه الثواب لأنه اتقاه سبحانه في خلقه ولم يسارع في نقل الداء لإخوانه المصلين “طبعا بغير قصد”، ولهذا السبب قد يعجل له سبحانه بالشفاء ويجزيه خيرا لصبره وتقواه.
كما أن فتح المساجد نعمة كبرى فلا يصح أن تكون علينا نقمة بسبب سوء التصرف من البعض والتواكل المنبوذ شرعا وعرفا، وعلينا جميعا بعد ذلك كله من كثرة الدعاء لرب الأرض والسماء ونحن ندخل بيته ونقول: “اللهم افتح لنا أبواب رحمتك وارفع عنا البلاء وألف بين القلوب يا رحمان”، فإن الرحمان لا يمكن أن يخزي من دعاه بل هو قريب مجيب سميع الدعاء. كما سيساهم فتح المساجد في رفع مستوى المناعة النفسية للناس بعد أن تسبب الحجر الصحي والوباء في حالات من الإحباط والغم والحزن لدى البعض والذين سيجدون في المسجد ملاذ يلجأون إليه، لأن الخطاب الديني من شأنه الرفع من مستوى المقاومة النفسية التي لها تأثير كبير في التغلب على الوباء وعلى الأمراض والأزمات بصفة عامة. كما أن المجتمع سيربح سببا آخر من أسباب رفع البلاء وهو الدعاء بعدما كان مقتصرا على الجانب المادي في الإجراءات الاحترازية والوقائية والأدوية.