قال تعالى: ” إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ” النور: 19. وقال تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ” الحجرات: 6، وقال صلى الله عليه وسلم “كفى بالمرء كذبًا أن يُحَدِّث بكلِّ ما سمع”، فأول ما ينبغي على المسلم:
– عدم تصديق الإشاعات إلاَّ بعد التثبُّت من صحتِها، وعدم نشرها وترويجها والكلام فيها، وإذا كانت في أمْرٍ يمسُّ عرض مسلم، فيقول: ” سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ” النور: 16. وليعلم أنَّ الأصلَ براءة المسلم، وأنَّ الشماتةَ بالمسلمين سببٌ من أسباب ابتلاء الإنسان بمثل من شمت به؛ إمَّا بنفسه أو أولاده، وقد قيل: لا تشمت بأخيك، فيعافيه الله ويبتليك.
– الأصلُ في الإنسان المسلمِ ألاَّ يضيع أوقاته باللَّغْو والكلام الباطل والإشاعات الباطلة، وكلام الفضول، وليحاسب نفسه أولاً، فإن عند المرء من الذنوب ما يغنيه عن كلامه في ذنوب الآخرين؛ قال صلى الله عليه وسلم “كفى بالمرء كذبًا أن يُحَدِّثَ بكلِّ ما سمع”، ومنَ الأدبِ الإسلامي في هذا الأمر: أن تصغي بسمعكَ، ولا تلتفت ببصركَ للإشاعات، ليبقى قلبُك سليمًا معافى.
– تَرْك الغيبة والإنكار على فاعِلها، وحمل الأقوال والأفعال على المحمل الحسن، خاصةً أهلَ الخير والصلاح، والعلماء وأولي الأمْر منَ المسلمين. ولتبادر عند الإشاعة بالذَّبِّ عن عرض أخيك المسلم، والعدل والقسط، والتثبُّت، وعدم العجلة في تقبُّل الإشاعات، أو مجاراة صاحبها بقبولها، ومحبة الاستماع لناقلها وإفشائها.
– ولتعلم أنَّه مِن مفاسد الإشاعات اتِّهام البراء من الناس، وفساد القلب، والإثم، وتفرُّق المجتمع خصوصا في الأزمات، لِخَلْخَلَةِ صُفُوف المسلمين وإيقاعهم في الإثم؛ قال تعالى: ” إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ” النور: 15.
موقع إسلام أون لاين