أقمت في دنياي صرحا..
وزدت شبرا لمن حملوني
وسرت خلوقا شغوفا..
في زحمة البيت الحنون
صبرت وبالبراءة سعيدا
ألهو في صمت السكون
تجرني الأجراس والأعراس
أختال كالنسيم بين الغصون
وأمرح فوق البطاح سليما
بلا عنف ولا طيش الجنون
أرتدي النسيان بلا خجل..
وتسقى من المسافات شجوني
أزداد تشبثا بوهم خيالي
كلون الحيطان للعيون
يطاردني المغيب بلا أسف
أشد العزم بلا ظنون..
تناديني خلوة الزوايا شوقا
وتجذبني أيادي المصون..
أرتب أنفاسي بلا حزن..
وأجمع شهيق من قابلوني
تلملمني نبضات قلب..
وتمنحني عطر المنون
وتسري بخطاي جاهدة..
بخفة من ألبسوني..
كأنها تراقب طوق الحرير
بأنامل حمراء اللون..
وتفوح انتشارا بحنائها
كوميض الأساور للفنون..
الله أكبر..حين تضمني..
لدفء أنفاس ولا في الكون
ولا ترسو للنعاس بأوزارها
ولا للتيه بطرف الجفون
تبارك الذي أوصى بوصفها..
وعاد بالذكأ ان تعبدوني..!
واكتفى الرسول بثالثة..
يا جنة الدنيا ومن أدبوني
أقمتك في دنياي عرشا..
وتاجا كتوما لمن شرفوني
وعشت فيك صبورا نقيا..
أرتل منك حس البنون..
رباه دون شذي سعيها..
واسق شقاها ومن زملوني
لا تدمعي يا سيدة الاعمار…
ولا تتناثر منك بقايا الهون..
ولا تعتصرين غيضا عند السجود..
فريحك ريحان بلا لون..
وعطرك جنان أنس وكم..
أنت الروض في الجنان