فاستبقوا الخيرات

فاستبقوا الخيرات

قال تعالى ” فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ” البقرة: 148، وقال تعالى ” وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ” آل عمران: 133. في الآية الأولى الأمر بالمسابقة إلى الخيرات بمعنى المسارعة إليها، والخيرات الأعمال الصالحة، وفي الثانية الأمر بالمسارعة إلى الجنة، وهو أمر بالمسارعة إلى الأعمال الصالحة كذلك؛ لأنها الموصلة إلى الجنة. والمسارعة إلى الخيرات والمسابقة إليها من أبرز صفات المؤمنين، فقد وصف الله آل زكريا في موجز الثناء؛ بقوله تعالى ” إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ” الأنبياء: 90. والمسارعة بالأعمال الصالحة الموصلة إلى الجنة تكون بأمور:

أ- أداء الفرائض على وقتها: الصلاة: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: “سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها، قلت: ثم أي؟ قال: ثم بر الوالدين، قلت: ثم أي؟ قال: ثم الجهاد في سبيل الله” البخاري. الزكاة: ” وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ” الأنعام: 141. الحج: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “تعجَّلوا بالحج؛ فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له” رواه أحمد.

ب- التوبة من الذنوب: قال تعالى “إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ” النساء: 17، 18. ولكن لماذا أمرنا الله عز وجل بالمسارعة ؟.

– إن المسارعة إلى الخيرات دليل الإيمان بالله وتعظيم شأنه، والتصديق واليقين بوعده؛ فعن أبي ذر رضي الله عنه، “أن ناسًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، ذهب أهل الدثور بالأجور؛ يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، قال: أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؟ إن بكل تسبيحة صدقةً، وكل تكبيرة صدقةً، وكل تحميدة صدقةً، وكل تهليلة صدقةً، وأمر بمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة،  وفي بَضْعِ أحدكم صدقة” البخاري.

– حذرًا من تبدل الأحوال، وعروض الموانع من تلك الأعمال، واغتنام الفرص السانحة قبل أن تضيع: “اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك” رواه الحاكم.

– حدوث الفتن الشاغلة عن الأعمال الصالحة: “بادروا بالأعمال فتنًا كقطع الليل المظلم؛ يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع دينه بعَرَضٍ من الدنيا قليل” مسلم.

من موقع الالوكة الإسلامي