تشهد قرية “أولاد سيدي أحمد” بكاب جنات شرق بومرداس غياب ضروريات الحياة اليومية، الأمر الذي أتعب سكان المنطقة الذين لا يزالون ينتظرون تدخل الجهات المسؤولة من أجل برمجة جملة من المشاريع التنموية التي من شأنها أن تخرجهم من التهميش والاقصاء الذي هم فيه منذ سنوات في ظل عدم برمجة أية مشاريع ترفع الغبن عن معيشتهم التي تسوء من سنة لأخرى.
وفي لقاء جمعنا مع بعض قاطني قرية “أولاد سيدي أحمد” بكاب جنات شرق بومرداس، أكدوا لنا أن قريتهم تشهد نقصا في الهياكل القاعدية التي تعتبر من بين الضروريات الأساسية التي يحتاجها السكان، ما جعلهم يتخبطون وسط دوامة من المشاكل بسبب نقائص عديدة، يأتي في مقدمتها غياب الغاز الطبيعي وحجم المعاناة التي يتكبدها هؤلاء في الجري اليومي وراء قوارير غاز البوتان التي تعرف ندرة حادة بالقرية، ما يؤدي بهم إلى التنقل حتى إلى وسط البلدية وفي بعض الأحيان إلى البلديات المجاورة من أجل جلب قارورة واحدة التي تعرف ارتفاعا في السعر، أين تصل في الأيام الباردة الممطرة خاصة إلى 450 دج، الأمر الذي أفرغ جيوب العديد من العائلات خاصة منهم ذوي الدخل المتوسط الذين أجبرتهم هذه الوضعية على الاحتطاب، وبالتالي العودة إلى الطرق البدائية.
كما يعاني السكان أيضا من مشكلة غياب الإنارة العمومية بالقرية، الأمر الذي أدخلها في ظلام دامس خلال الفترة الليلية ما نجم عنه انتشار حالات السرقة والاعتداءات في ظل اغتنام المجرمين الفرصة، الأمر الذي حرم السكان من نعمة الراحة بقريتهم وجعلهم يقبعون في منازلهم حتى في عز حاجتهم الماسة للخروج من أجل شغل طارئ
وهذا خوفا على حياتهم وعلى أملاكهم أيضا، ناهيك عن حالة الطرقات التي تتواجد في حالة كارثية في ظل عدم صيانتها منذ سنوات، أين تتحول في الأيام الممطرة إلى مستنقعات مائية وبرك تعرقل من سير الراجلين الذين ينتعلون الأحذية المطاطية خوفا من الغوص في الأحوال المائية، وأصحاب المركبات يعزفون عن دخول الحي خوفا من تعرضها لأعطاب فتجبرهم على إصلاحها، وبالتالي مصاريف إضافية تفرغ جيوبهم هم في غنى عنها، أما صيفا، فإن الطرقات تتحول إلى غبار متطاير يعرّض السكان لأمراض خطيرة متنقلة عبرها خاصة منهم ذوي الحساسية والربو.
نقائص قرية “أولاد سيدي أحمد” بكاب جنات لا تقتصر عند هذا الحد بل تجاوزته لأخرى، أين لخصها السكان في غياب الماء الشروب عن حنفياتهم التي تعرف انقطاعات كثيرة وفي غالب الأحيان تجف على طول فصول السنة، غير أن معضلتهم تزيد أكثر في فصل الصيف بالنظر إلى حاجاتهم الماسة إليها ما يؤدي بهم إلى شراء صهاريج من المياه التي تخضع للمضاربة من قبل التجار في الأيام الحارة، حيث يصل سعر الصهريج الواحد الذي يكفي فقط ليومين إلى 5000 دج، انتشار كبير للنفايات، وهو ما لاحظناه ونحن بالقرية، الأمر الذي حولها إلى مفرغة عمومية تشمئز منها النفوس وتنفر الزوار إليه وجعلت الحيوانات الضالة القبلة المفضلة لها، أين تقوم ببعثرتها في كل الأماكن ما زاد من سوء حالتها، مرجعين سبب تدهور المنطقة إلى غياب عمال النظافة الذين لا يزورون القرية كثيرا إلى جانب انعدام الحس المدني لدى العديد من السكان الذين يقومون برمي النفايات من دون الاكتراث للحالة الكارثية التي ستصل إليها قريتهم، الأمر الذي قد يعرضهم لأمراض في عز تفشي وباء “كوفيد 19”.
إلى جانب ذلك تطرق شباب القرية إلى معاناتهم مع انعدام أدنى المرافق الرياضية والترفيهية، فلا وجود لملعب جواري ولا حتى قاعة رياضية أو دار للشباب التي من شأنها أن تملأ أوقات فراغهم وتجنبهم عناء التنقل حتى إلى وسط البلدية أو البلديات الأخرى من أجل الترفيه عن أنفسهم، كما أنها تقيهم من دخول عالم الآفات الاجتماعية الخطيرة.
وقد عبر لنا سكان القرية عن رفضهم سياسة التهميش واللامبالاة التي طالت قريتهم في ظل عدم برمجة أية مشاريع تنموية فيها بالرغم من سلسلة الشكاوى المودعة لدى مسؤوليهم من أجل التحرك لتغيير حالة القرية، غير أن هؤلاء يقدمون وعودا لم يتم تجسيدها على أرض الواقع لحد الساعة.
لذلك يأمل قاطنو قرية “أولاد سيدي أحمد” بكاب جنات شرق بومرداس عن طريق يومية “الموعد اليومي” أن تتحرك السلطات في القريب العاجل وتقوم ببعث عجلة التنمية بالقرية حتى ترفع الغبن عن أهاليها.
أيمن. ف