غياب الغاز…بطالة خانقة.. وانعدام أدنى المرافق الأخرى…ثالوث يؤرق يوميات قاطني قرية “بن خليفة” ببني عمران

elmaouid

لا يزال قاطنو قرية “بن خليفة” ببني عمران جنوب شرق بومرداس يعيشون في عزلة تامة عن العالم الآخر نظرا لغياب متطلبات الحياة الكريمة فيها في ظل صمت المسؤولين الذين وعلى الرغم من درايتهم بالمشاكل التي تواجه قاطنو القرية غير انه لم تتدخل لرفع الغبن عنهم وبقيت القرية تشكو نقائص شملت مختلف مجالات الحياة.

الزائر لقرية “بن خليفة” ببني عمران سيكتشف للوهلة الأولى حجم المعاناة التي يعيش فيها السكان نظرا لغياب فيها مشاريع تنموية إذ تنعدم بها معظم المرافق الضرورية، فسكانها ينتظرون منذ سنوات عدة التفاتة جدية من قبل السلطات المحلية لتجسيد بعض المشاريع التنموية وبالتالي وضع حد نهائي لهذا الوضع المزري الذي أصبح من الصعب تحمله من قبل السكان.

 

الحطب للطبخ والتدفئة في غياب الغاز الطبيعي

 

إن المتجول بالقرية سيكتشف للوهلة الأولى الغبن والمعاناة في يكابدها القاطنون خاصة في ظل غياب ضروريات الحياة اليومية وعلى راسها شبكة الغاز الطبيعي باعتبار ان هذه الطاقة غائبة بسكناتهم ما يضطر  الى شراء قارورات غاز البوتان هذا بالنسبة للعائلات الميسورة الحال، أما الأخرى فتلجأ الى الطرق التقليدية البدائية وهي جلب الحطب لاستعماله للطبخ والتدفئة في فصل الشتاء.

وبحسب ما أكده لنا القاطنون في لقاء جمعنا بهم فإنهم راسلوا المسؤولين عدة مرات من اجل تزويد منازلهم بهذه الطاقة الحيوية غير انه لا حياة لمن تنادي حيث تقوم هذه الأخيرة بتقديم وعود لا يتم تجسيدها على ارض الواقع الامر الذي استاء له السكان خاصة مع حجم المعاناة التي يكابدونها من وراء غياب هذه المادة خاصة في فصل الشتاء نظرا لاستعمالها الكبير من اجل التدفئة نظرا لتميز القرية برودة شديدة.

 

البطالة نخرت أجساد الشباب في غياب فرص العمل

 

 

شباب القرية في لقاء جمعنا بهم بدا عليهم علامات اليأس والحرمان والسبب هي البطالة التي نخرت أجسادهم في غياب فرص العمل ما جعلت الشباب يتجهون الى عالم الآفات الاجتماعية الخطيرة.

والشيء الملفت للانتباه أن حتى حاملي الشهادات الجامعية لم يسلموا من البطالة، فأغلبهم يعيش حالة يأس بسبب عدم إتاحة الفرصة لهم للحصول على منصب شغل كما أبدى بعض الشباب الجامعيين استياءهم من الطرق التي تنتهجها الدولة للقضاء على مشكل البطالة حيث وصفوا عقود ما قبل التشغيل “بالحلول الترقيعية” تجعل حلمهم في السكن والزواج يراوح مكانه إلى غاية إشعار أخر.

وعليه يطالب الشباب من المسؤول الأول عن الولاية بومرداس السيد “عبد الرحمان مدني فواتيح” التدخل السريع من أجل إيجاد حل لهذه المشكلة التي أرقت يوميات الشباب وجعلتهم يتجهون الى عالم المخدرات والآفات الاجتماعية التي تهدم حياتهم.

 

 

..، وغياب المرافق الرياضية والترفيهية زاد من معاناتهم

 

ابدى شباب قرية “بن خليفة” استياءهم الشديد من غياب المرافق الرياضية والترفيهية التي من شانها ان تملئ أوقات فراغهم من جهة وتحميهم من الآفات الاجتماعية الخطيرة من جهة أخرى.

وبحسب ما أكده لنا الشباب فإن السلطات المعنية اقصت قريتهم من جملة المشاريع في القطاع الرياضي، مؤكدين في سياق ذاته أنهم يضطرون لقضاء أوقات فراغهم بالمقاهي التي تعتبر المتنفس الوحيد لقضاء بعض الوقت في الدردشة أو متابعة المباريات الرياضية، في حين ينتقل البعض الاخر إلى البلديات المجاورة لممارسة رياضتهم المفضلة، وهو ما يكلفهم مصاريف النقل هم في غنى عنها.

أما الأطفال فيلجأون إلى اللعب في الطرقات في غياب مساحات خضراء مخصصة لهم ما يعرضهم لخطر إرهاب الطرقات.

 

 

ماء غائب، إنارة منعدمة والطرقات في حالة كارثية

 

 

مشاكل سكان قرية “بن خليفة” لا تقتصر فقط على التي تم ذكرها سابقا بل تمتد الى أخرى  لخصها هؤلاء في غياب الماء الذي لا يزور حنفياتهم الا نادرا الامر الذي يؤدي بالعائلات الى شراء صهاريج من المياه التي تخضع للمضاربة من قبل التجار في فصل الصيف حيث تباع ب 1500 دج للصهريج الواحد الذي لا يكفي لسد حاجياتهم من طبخ وغسيل الا ليومين فقط، اما العائلات الأخرى ذات الدخل المتوسط اجبرتهم هذه المشكلة على جلب المياه من الابار التي تعرف مياهها تلوثا ما يعرضهم لأمراض.

الطرقات تتواجد في وضعية مزرية وهو ما لاحظناه خلال زيارتنا القرية حيث تتواجد في وضعية يجد الراجلون وأصحاب السيارات صعوبة في السير عليها.

وقد أكد القاطنون أن في فصل الشتاء تتحول الى مستنقعات مائية وبرك، أما صيفا فإن الغبار المتطاير هو سيد الموقف ما يعرض القاطنين خاصة ذوي الحساسية والربو لأمراض.

ناهيك عن مواجهتهم لمشكلة أخرى لا تقل أهمية عن الأخرى وهي غياب الإنارة العمومية ما نجم عنها استفحال ظاهرتي السرقة والاعتداءات في الفترة الليلية بسبب اغتنام اللصوص الفرصة فيقومون بسرقة أمن وأملاك القاطنين الذين حرمتهم هذه الوضعية من نعمة الراحة في قريتهم.

ونظرا لهذه الظروف القاسية التي تواجه سكان قرية “بن خليفة” ببني عمران جنوب شرق بومرداس، يناشد هؤلاء السلطات المعنية بما فيها والي الولاية التدخل السريع من أجل تجسيد برنامج تنموي يشمل مختلف متطلبات الحياة الكريمة من ماء وغاز ومرافق رياضية وغيرها التي من شانها أن تعيد بعث الحياة بالمنطقة