يعاني المواطن الجزائري القادم من المدن الداخلية عند زيارته الجزائر العاصمة من الاستغلال الممارس من طرف سائقي سيارات الأجرة و” لي كلوندستان” وذلك لعدم معرفتهم طرق المنطقة و ممارتها وكيفية التنقل والتجوال بين شوارعها.
يتعرض ما تفوق نسبته 50 بالمئة من الزوار القادمين للعاصمة سواء من ولايات الوطن أو غيرهم من الأجانب وحاملي الجنسيات الأخرى الذين يزورون العاصمة دون سياراتهم الخاصة الى الاستغلال من طرف سائقي سيارات الأجرة و” لي كلودستان ” حيث يشتكي هؤلاء الزوار من غلاء تكاليف تنقلهم عبر هذه الوسائط، فصار هاجس التنقل والتجوال يرعبهم حتى لقضاء احتياجاتهم وأشغالهم الضرورية ، هذه الظاهرة ليست وليدة الصدفة أو الأيام القليلة الماضية وإنما هي مطروحة منذ مدة ولا زالت مستمرة إلى غاية اليوم وزاد تفاقمها بمرور الأيام.
هذا الواقع الذي وصفه الضحايا بالمتعب صار هاجسا يؤرقهم، طوال فترة إقامتهم في العاصمة نتيجة لاعتمادهم على سيارات الأجرة و”لي كلوندستان” في قضاء مآربهم لجهلهم للمنطقة .
تسيير غير عقلاني بسبب الجهوية والهمجية:
وفي استطلاعنا حول هذا الموضوع، يقول السيد (ح .م) القادم من ولاية عنابة، وهو أحد الضحايا الذين حاورناهم بخصوص هذا الموضوع ، إنه تعرض إلى موقف استغلالي من طرف أحد سائقي سيارات الأجرة عندما طلب منه إيصاله الى المكان المراد، بعدما تأكد السائق أنه لا يقطن بالمدينة ولا يعرف شوارعها وتكلفة التنقل بها، فكان الفريسة المصطاد دون عناء أو تعب، علما أن الضحية قدم من عنابة زائرا يريد تمضية أيام العطلة في العاصمة عند أحد أقاربه، وليس له أدنى فكرة عن محطات القطار والحافلة، يقول إنه اختار التنقل في سيارة الأجرة لضمان وصوله الى بيت أقاربه مع أمتعته لتفادي مشقة البحث عن وسائل نقل بديلة وعناء حمل الأمتعة، وعند توقيفه لتلك السيارة كان داخلها راكب آخر متجه إلى منطقة مغايرة لكنها لا تبعد كثيرا عن المكان الذي هو ذاهب اليه، ليدفع في الأخير ثمن هذه الرحلة بين شوارع العاصمة 2600دج في حين أن الراكب الآخر العاصمي الذي كان يعرف أزقة العاصمة وثمن التنقل بها دفع300دج بعدما أنزله في نصف المسافة التي قطعت.
مثل هذه الاستغلال جعل عديد الضحايا يؤكدون أن ممارسي هذه المهنة يفرضون منطقهم على الزوار وكل هذا يدخل ضمن فوضى السوق وغياب الرقابة، و هو نفس ما ذهبت إليه السيدة (ح. س) التي أضافت أن الظاهرة متفشية وبشدة حيث الاستغلال يكون حتى في قطع بضع أمتار. قائلة: “كنت على عجالة من أمري عندما وصلت إلى العاصمة وكنت مضطرة إلى توقيف سيارة أجرة بحكم أني لا أجيد التنقل فيها مشيا على الأقدام، إلا أن المكان الذي كنت ذاهبة إليه لا يبعد كثيرا عن المكان الذي انطلقت منه، وكان المبلغ المطلوب 1000 د.ج. وعند نزولي من المركبة لقضاء حاجتي كان الوقت مبكرا فقمت بجولة في المنطقة منتظرة دوري، عندها تفاجأت بوجودي في نقطة البداية حينها أدركت أنني كنت ضحية نصب الجهوية، وأن تلك اللفات المزعومة بين شوارع المنطقة مجرد حيلة لتقاضي مبلغ كبير.
..ولـ”الكلونديسان “منطقهم أيضا
ويستمر الاحتيال والاستغلال على المواطن الجزائري وغيره من زوار العاصمة، ويصبح التنقل عن طريق سيارات الأجرة مخاطرة وتضييعا للوقت، وهذا ما ساعد انتشار ونمو ظاهرة أخرى أكثر خطورة تعرف باسم سيارة “لي كلوندستان” التي لم يسلم منها حتى أهل المدينة نفسها. هو نشاط غير شرعي وغير قانوني من الأصل، يمارسه أصحابه بطريقة غير معلنة، مستغلين عدم توفر وسائل النقل في بعض المناطق البعيدة عن محطات الحافلات وسيارات الأجرة، وتقول السيدة (خ.م) المتزوجة من رجل من جنسية تركية، أن هذا النوع من السيارات تتعامل معه بكثرة بحكم أنها تقطن بعيدة عن المدينة وخاصة أنه في فترة حملها زاد طلبها عليها، ومع أنها ابنة العاصمة إلا أن سائقي هذه السيارات استغلوا احتياجها لهذه الوسيلة وزاد الطين بلة عند معرفتهم أنها زوجة لتركي، حيث وصل المبلغ الذي تدفعه مقابل تنقلها من مكان إلى آخر إلى 5000دج. وهي تؤكد أن تنقلها إلى هذه الأماكن أسهل وبثمن أقل بكثير على متن الحافلة حيث لا يتجاوز200 دج، إن كانت اللهجة جزائرية أو غير ذلك.
الرقابة ..الغائب الكبير
أثناء تعرض زوار العاصمة للتمييز و” للحقرة ” من طرف سائقي سيارات الأجرة و “لي كلون دستان” بسبب التسيير غير الاحترافي لقواعد سير الشبكة، يطالب أصحاب الحقوق التي تضيع بين هذه الاعتداءات، السلطات والمؤسسات المسؤولة عن تسيير المرور والنقل الحضري وفيدرالية سيارة الأجرة لولاية الجزائر ترقية سير النقل الحضري وتحسين وتطوير أسلوب تسيير النقل واعتماد منظومة قانونية ملائمة حيال هذه الظاهرة وفرض رقابة صارمة واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من هذا الاستغلال .