أكد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بوعبد الله غلام الله أن حذف البسملة من الكتب المدرسية لن يؤثر، داعيا أعضاء المجلس الجدد إلى مواصلة خطاب الاعتدال ومكافحة التطرف والعنف الديني والإرهاب.
رد غلام الله أمس بمناسبة تجديد أعضاء المجلس الإسلامي الأعلى على الجدل الذي أثاره مؤخرا قرار وزارة التربية الوطنية بحذف البسملة من بعض الكتب المدرسية أنه لا يرى فيه إشكالا يذكر، حيث قال في هذا السياق رأيي الشخصي هو أن البسملة مجرد عنوان على غرار الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ووجودها لا يعني أن كتاب الرياضيات أو الفيزياء هو كتاب ديني، كما أن حذفها لا يؤثر من الناحية المادية على الكتاب، غير أننا سوف نقترح على الوزيرة إدراجها في الطبعات المقبلة للكتاب المدرسي، للإشارة إلى أن الدولة الجزائرية دينها الإسلام.
كما أوضح في ذات الصدد أنه لم تتم استشارة المجلس عند إعداد المناهج الدراسية لعدم اكتمال تشكيلته، غير أن الهيئة ستقوم من الآن فصاعدا بموافاة وزارة التربية الوطنية بالملاحظات الإيجابية أو السلبية إن وجدت، مع المساهمة في إصلاح المنظومة التربوية وفي مقدمة ذلك التجديد والتحسين في تدريس التربية الدينية والإسلامية.
وفيما يخص تشكيلة المجلس، أوضح غلام الله أن تركيبته تعكس واقع المجتمع الجزائري بتنوع وثراء، وتضم القائمة أستاذتين وممثلين عن المذهب الإباضي، فضلا عن نخبة من الباحثين الجامعيين، حيث تأتي هذه التشكيلة الجديدة للمجلس – مثلما أوضحه غلام الله – لتعكس الزخم الثقافي الذي تزخر به الجزائر، مضيفا أن الإباضية على سبيل المثال، هي تراث جزائري أصيل ورافد أساسي في ثقافتنا واجتهادنا الديني، يثريه ما ورثناه عن الفقه الحنفي، خاصة في موضوع الأوقاف. وبعد أن ذّكر بأن المجلس الإسلامي الأعلى لطالما عمل على تفضيل وتقديم خطاب الاعتدال والوسطية ونبذ التطرف ومكافحة الإرهاب، أكد غلام الله أن التشكيلة الجديدة لهذه الهيئة ستواصل العمل على نفس المنهج، من خلال السهر على تقوية روح الاجتهاد والتجديد وذلك بالاستلهام من المرجعية الدينية الوطنية والدعوة إلى تثمين المشترك الإنساني مع الوفاء للمذهب المالكي المتضمن لقيم تناغمت عبر التاريخ مع الطبيعة المغاربية-الأمازيغية.
من جهة أخرى، استعرض رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الخطوط العريضة لمختلف المهام المنوطة بهذه الهيئة، التي أكد أنها ستجتهد في مواكبة النشاط المسجدي الذي يرى بأنه يتعين عليه أن يتبنى خطابا تجديديا، متحررا من الطائفية التي باتت تهدده والنقابية المهنية التي ابتعدت به عن دور الريادة، علاوة على كونه سيعمل مع الجهات المعنية على تأصيل الفتوى وحمايتها من التأثير السلبي للإعلام الديني الموجه والتطرف والسقوط في براثن التدين المغشوش والتمذهب الطائفي السري، يضاف إلى كل ذلك “حماية الإسلام من أن يستغل في تجنيد الجماعات الإرهابية”.